جامع قورشونلي يقف شاهدا على عبقرية المعماري سنان

جامع قورشونلي يقف شاهدا على عبقرية المعماري سنان
جامع قورشونلي يقف شاهدا على عبقرية المعماري سنان

جامع قورشونلي يقف شاهدا على عبقرية المعماري سنان

على الرغم من مرور أكثر من 4 قرون على بناء جامع قورشونلي بمدينة قيصري التركية، إلا أنه لا يزال محافظاً على رونقه، وجمال تصميمه الذي أبدعه المعماري التركي الشهير سنان(1489 ـ 1588).

بُني الجامع بين عامي 1585 و1586 ميلادية، وفقاً لفن العمارة الكلاسيكية، ليأسر عقول زائريه بجماله ومتانة صنعه ومقاومته للزلازل وظروف الطقس القاسية.

فبوابة الجامع مصنوعة من قطعة رخامية واحدة، كما أن المنبر والمحراب أيضا مصنوعان من الرخام، فيما تعلو الجامع قبة كبيرة واحدة تحيط بها القباب الصغيرة.

وعلى الطراز العثماني انتصبت أعمدة الجامع، تعلوها مقرنصات لا تزال تحافظ على متانتها وروعتها.

وتعود تسميته بجامع قورشونلي أي الجامع الرصاصي، إلى تغليف قباب هذا الجامع بالرصاص المتكون من قطع واحدة، ما تسبب بإصدار بريق رصاصي دفع الناس لتسمية الجامع بالجامع الرصاصي (قورشونلي).

ويمثل جامع قورشونلي بالنسبة إلى سكان مدينة قيصري أهمية كبيرة، وهو بمثابة جامعي السليمية بالنسبة إلى سكان أدرنة، والسليمانية لسكان إسطنبول.

وهو ليس بجامع وحسب، بل يمتلك مرافق أخرى تتبع له، مثل التكية ودار ضيافة للفقراء يحتوي على مطبخ للطعام يتكون من 14 موقدا، ومدرسة، أي أنه في الواقع كلية متكاملة تقدم خدمات تعليمية واجتماعية وخيرية.

ويقف جامع قورشونلي آخر أعمال المعماري سنان، وسط مدينة قيصري، شامخاً أمام عوامل الزمن؛ ليثبت إبداعات المعماري سنان ومساهماته الجليلة لفن العمارة الإنسانية إبان عمله رئيسا للمعماريين في الدولة العثمانية خلال حكم السلاطين سليم الأول (ياوز)، وسليمان الأول (القانوني)، وسليم الثاني، ومراد الثالث.

وقال ممثل وقف حماية البيئة والقيم الثقافية في قيصري، البروفيسور الدكتور عثمان أوزصوي، إن المعماري سنان كان بالفعل شخصا مميزا ومهندسا معماريا فريدا تجاوزت شهرته حدود الدولة العثمانية.

وأضاف أوزصوي أن عبقرية سنان المعمارية تتجلى بشكل واضح في أسلوب بناء جامعي السليمية (أدرنة)، والسليمانية (إسطنبول)، اللذين بناهما عندما كان رئيسا للمعماريين في الدولة العثمانية.

وتابع: "لقد شيد المعماري سنان صروحا مهمة في مختلف مناطق الدولة العثمانية، ولا سيما في ولاية قيصري، حيث بنى في قرية "آغيرناس" التي ولد فيها بولاية قيصري سبيلين لا تزال المياه تتدفق فيهما حتى يومنا هذا".

ولفت إلى أن المعماري بنى بمدينة قيصري حماما باسم حسين بك، وجامع الحاج عثمان باشا، وجامع قورشونلي، ومسجدا بين برج الساعة ودار الحكومة وسط قيصري.

مشاركة على: