أردوغان: إرهابي نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد

أردوغان: إرهابي نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد
أردوغان: إرهابي نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد

أردوغان: إرهابي نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد

أنقرة - نيو ترك بوست

تحت عنوان "إرهابيُ نيوزيلندا وداعش من نسيج واحد"، كتب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مقالته التي تحدث فيها عن الهجوم الدامي الذي شهدته مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، في ظل تنامي العنصرية والإسلاموفوبيا ومعاداة الأجانب.

وقال أروغان في المقالة التي كتبها لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، " نحن نرى أنه لا يوجد فرق بين هذا القاتل الذي أزهق أرواح الأبرياء بنيوزيلندا وبين غيره ممن يشنون هجمات إرهابية بتركيا، وفرنسا، وإندونيسيا أو بأي مكان آخر من العالم".

وأوضح وجود بعض المسؤوليات التي تقع على الغرب بعد الحادث، مطالبًا المجتمعات، والحكومات الغربية بـ "عدم السماح بتطبيع الإيديولوجيات الصاعدة خلال السنوات الأخيرة، مثل العنصرية، ومعاداة الأجانب، والإسلاموفوبيا".

وشدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على ضرورة "ألا تسمح المجتمعات، والحكومات الغربية بتطبيع إيديولوجيات مثل العنصرية، ومعاداة الأجانب، والإسلاموفوبيا، لافتاً إلى أن تلك الإيديولوجيات المنحرفة، جريمة ترتكب ضد الإنسانية، كما هو الحال مع معاداة السامية".

وتابع أردوغان "هناك عددًا ليس بالقليل من السياسيين والمحللين الغربيين دأبوا بعد هجمات "داعش" على لصق تهمة الأعمال الإرهابية التي لا يمكن قبولها، بالإسلام والمسلمين".

وأضاف "آراء هؤلاء الأشخاص تتوافق مع آراء (السيناتور الأسترالي) فريزر أنينغ (الذي لديه تاريخ من التعليقات العنصرية)"، مضيفًا: "ولقد وعدنا بمنع محاولات الإرهابيين السيطرة على ديننا من خلال اعتراضنا على إرهابهم".

وأردف قائلاً "لكن مع الأسف خيم الصمت على أوروبا وعلى مناطق أخرى من العالم الغربي حيال الإسلاموفوبيا، وكراهية الأجانب، وغيرها من الممارسات التي لا تتوافق مع القيم الليبرالية".

واستطرد "لكننا لن نسمح بتكرار ما حدث مرة أخرى. فإذا كان العالم يريد الحيلولة دون حدوث ما وقع في نيوزيلندا مستقبلًا، عليه أن يشخص الهجمات الأخيرة على أنها نتاج حملة تشويه منظمة".

وتابع "ومن ثم علينا منع وقوع مثل هذه الأحداث المأسوية مستقبلًا من خلال كشف ملابسات الحادث الأخير بكافة تفاصيله، ومعرفة كيف وصل هذا الإرهابي لهذه الدرجة من الراديكالية، وما إذا كانت له صلات بتنظيمات إرهابية أم لا".

وأضاف "كما يتعين على كافة الزعماء الغربيين أن يحتضنوا المسلمين الذين يعيشون في بلدانهم، ويأخذوا درسًا في الزعامة والصدق، والشجاعة، من رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أردرن".

وحول مهاجمة منفذ الهجوم لتركيا ولرئيسها، قال أردوغان إن "إشارة الإرهابي (منفذ هجوم نيوزيلندا) لشخصي ولتركيا أكثر من مرة أمر له مغزى ويحتاج إلى التفكير فيه".

وأشار إلى قدوم منفذ الهجوم لتركيا مرتين عام 2016 ومكثه لبعض الوقت في مناطق مختلفة، مضيفًا "كما توصلنا لمعلومات تفيد بأنه سافر لبلدان أخرى مثل المغرب، وإسرائيل، وكرواتيا".

ولفت إلى الجهود التي تقوم بها تركيا بشأن هجوم نيوزيلندا قال أردوغان إن "أجهزة الاستخبارات التركية تتعاون مع نيوزيلندا وبلدان أخرى لكشف ملابساته".

وذكر الرئيس التركي أن "المسؤول عن مجزرة المسجدين سعى لشرعنة آرائه من خلال تحريفه لتاريخ العالم، وللعقيدة المسيحية ... لقد حاول نثر بذور الكراهية بين البشر".

وأعرب أردوغان عن رفضه القاطع لكافة المحاولات الرامية إلى ربط تلك الهجمات تعاليم الدين المسيحي، وأخلاقه، مؤكداً أن الإرهاب لا دين له، وأن الهجوم نتيجة مقيتة سامة للجهل والكراهية.

وبين أن "هذه ليست الحادثة الأولى التي يرى فيها شعبنا تحريفًا للتاريخ من قبل الإرهابيين، فمن قبل، وخلال السنوات الأخيرة دعا تنظيم داعش لإعادة فتح إسطنبول من جديد، ذلك التنظيم الذي قتل آلاف المدنيين أغلبيتهم من المسلمين، ويقوم بتفسير التاريخ من منظور إيديولوجيته الأصولية".

وأشار أن "هذه الدعوة تتشابه مع العبارة التي كتبها منفذ الهجوم الإرهابي بنيوزيلندا في بيان له نشر على الإنترنت، وهي: سنجعل المدينة (إسطنبول) مسيحية مرة أخرى، كما سبق وأن أقسم داعش على محو الجمهورية التركية".

وأكد أردوغان عزم بلاده على مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية، مؤكدًا أنه "من الواضح أن الشعب التركي لن يغادر دياره التي استوطنها منذ قرون لمجرد أن إرهابيين يطمعون فيها".

وأضاف "تركيا الوريثة لللإمبراطوية العثمانية التي كانت جزءًا من عائلة الأمم الأوروبية على مدار قرون، قد انضمت للتحالف ضد الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول".

وتابع "دولتنا التي انضمت لحلف شمال الأطلسي(ناتو) منذ مدة تزيد على 60 عامًا، ترى في الحصول على العضوية بالاتحاد الأوروبي، هدفًا استيراتيجيًا، وسنواصل مكافحتنا لكافة التنظيمات الإرهابية مع أصدقائنا وحلفائنا".

ويوم الجمعة، شهدت مدينة كرايست تشيرش النيوزلندية هجوما إرهابيا بالأسلحة النارية والمتفجرات، استهدف مسجدي النور ولينوود، كرايست تشيرش، في اعتداء دامٍ خلف 50 قتيلا وعددا كبيرا من الجرحى.

وألقت الشرطة القبض على الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاما، والذي نفذ الهجوم وبثه مباشرة عبر الإنترنت

مشاركة على: