الفاتيكان توثق إنسانية الجيش التركي في معركة "جناق قلعة"

الفاتيكان توثق إنسانية الجيش التركي في معركة "جناق قلعة"
الفاتيكان توثق إنسانية الجيش التركي في معركة "جناق قلعة"

الفاتيكان توثق إنسانية الجيش التركي في معركة "جناق قلعة"

إسطنبول – نيو ترك بوست

أكد المتحدث الإعلامي والملحق الثقافي لمجلس الأساقفة الكاثوليك في تركيا، رينالدو مرمرة، أن أرشيف الفاتيكان يوثّق إنسانية الجيش التركي خلال معركة جناق قلعة عام 1915.

وقال "مرمرة" في حوار أجرته وكالة "الأناضول" التركية، إن وثائق أرشيف الفاتيكان، تظهر مدى الاحترام الذي كان يبديه الجندي التركي تجاه الشعوب الأخرى، خلال "جناق قلعة"، التي يصفها التاريخ بـ "حرب النبلاء.

وتابع "عادةً، لا يهتم ولا يبالي أحد خلال الحرب بقبور جنود الأعداء، إلا أن الجنود الأتراك الذين خاضوا معركة "جناق قلعة"، اعتنوا بقبور أعدائهم وعملوا على حمايتها، وهذا يمثّل درسا إنساني".

وتظهر الوثائق التاريخية، أن وزير الحرب العثماني آنذاك أنور باشا، أمر في وقت بلغ القتال فيه ذروته، جنرالاته بالاعتناء بقبور جنود الأعداء، ما يوضح مدى أهمية الجانب الإنساني الذي ركّز عليه الجنود الأتراك.

وذكر أن معركة "جناق قلعة" حظيت بمتابعة قريبة من بابوية الفاتيكان آنذاك، عبر ممثلها في إسطنبول المونسنيور دولجي.

وأشار إلى أن المشرقيين زمن الدولة العثمانية، كانوا يعامَلون على أساس التسامح، وكان الإسبان والفرنسيون والإيطاليون يعيشون حينها بشكل متداخل بينهم، إذ كان هناك سوق عثماني مشترك، لذا يمكن القول إن الإمبراطورية العثمانية شكلت نموذجا للاتحاد الأوروبي.

وأكد أن ثقافة التسامح التي كانت زمن الدولة العثمانية، مستمرة إلى يومنا الحالي، إذ تحتضن تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري، ضمن تقاليد قديمة موروثة منذ زمن العثمانيين.

ولفت إلى أن الوثائق الأرشيفية في الفاتيكان ليست مصنفة، ويصل طول الرف الواحد أحيانا 80 مترا، لذا أعمل على تصنيف الوثائق المتعلقة بتركيا، بهدف إكسابها للمؤرخين.

وحول أقدم نسخة لكتاب ملحمة "دده قورقوت"، الموجودة في أرشيف الفاتيكان، قال "مرمرة" إنه يمكن نقلها من هناك إلى تركيا وعرضها لدى الأخيرة، في خطوة تكون تطورا إيجابيا بالوقت ذاته في علاقات البلدين.

والعام الماضي، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، الكتاب في قائمتها للتراث الثقافي غير المادي بالعالم.

وفي 18 مارس/آذار عام 1915، انتصرت الدولة العثمانية في معركة جناق قلعة، ضد الحلفاء، حيث حاولت قوات بريطانية وفرنسية ونيوزلندية وأستراليةاحتلال إسطنبول عاصمة الدولة العثمانية آنذاك، وباءت المحاولة بالفشل.

وكانت المعركة التي وقعت بمنطقة "غاليبولي" في جناق قلعة، بمثابة تحول لصالح الأتراك حيث انتصروا فيها على القوات المتحالفة خلال الحرب العالمية الأولى، كما تعد نقطة سوداء في التاريخ العسكري الإنجليزي بعد الهزيمة.

 

مشاركة على: