تركيا ترمم مصحفًا عمره 455 عاما بالعسل وماء الذهب

تركيا ترمم مصحفًا عمره 455 عاما بالعسل وماء الذهب
تركيا ترمم مصحفًا عمره 455 عاما بالعسل وماء الذهب

تركيا ترمم مصحفًا عمره 455 عاما بالعسل وماء الذهب

إسطنبول / نيوترك بوست

تمهيدا لعرضه في أحد المتاحف التابعة لإدارة القصور الوطنية في البلاد، تتواصل بتركيا أعمال ترميم مصحف عمره 455 عاما. 

 وتكشف سجلات الأرشيف التركي أن  المصحف صُنع غلافه من الجلد الطبيعي والمدهون بالذهب، وقُدّم كهبة للقصور العثمانية في الأول من يوليو/تموز 1816، من قبل خادمة ديلسازا، إحدى زوجات السلطان العثماني محمود الثاني . 

وتم الانتهاء من كتابة المصحف التاريخي الذي يشرف على ترميمه مؤسس ورشة التجليد التابع لإدارة القصور الوطنية أحمد قورناز في 10 فبراير/شباط 1564، من قبل الخطّاط علي الشهير بأبي الحسن الأُسيلي. 

من جهته ،  قال قورناز لوكالة الأناضول إنه بدأ بتعلّم فن التجليد في سن صغيرة على يد والده الذي كان مسؤولا عن ترميم المؤلفات التاريخية بمكتبة السليمانية الشهيرة بإسطنبول. 

وبعد عمله لسنوات في مساعدة والده، افتتح قورناز ورشته التي يواصل فيها منذ عام 1988 ترميم القطع الجلدية، والأوراق لصالح إدارة القصور الوطنية التركية. 


إقرا أيضاI متحف طوقات يضم أقدم مخطوطة مصحف شريف في الأناضول


وأشار قورناز إلى  أنه يجمع في عمله بين الأساليب القديمة والحديثة المتعارف عليها في فن التجليد، ويختار بنفسه نوعية الجلد الذي سيستخدمه في أعماله ، مضيفا أنه أتمّ ترميم أكثر من ألفي مؤلف منذ افتتاح ورشته وحتى الآن. 

وتابع قائلا: "شملت أعمال الترميم التي أنجزتها حتى الآن مؤلفات تابعة لمكتبة السلطان العثماني عبد المجيد أفندي، والأرشيف العثماني، وغمد سيوف تاريخية عليها". 

وفيما يخص ترميم المصحف التاريخي، قال المجلّد التركي إنه بدأ العمل فيه قبل 6 أشهر. 

ولفت إلى أن أعمال ترميم المؤلفات والقطع التاريخية التي يتولاها، تبدأ بتأمين المستلزمات اللازمة لذلك العمل، ويشترط أن تكون طبيعية وتتطابق مع النسخة الأصلية للقطعة المراد ترميمها. 

كما أشار إلى أن غلاف المصحف التاريخي مصنوع من جلد الماعز الطبيعي، ومدهون بماء الذهب، مبيناً أنه يستخدم الطرق والأساليب القديمة في ترميمها. 

وعن طريقة استخدامه الذهب في زخرفة المؤلفات التاريخية، قال قورناز إنه يفضّل الذهب ذو العيار 23 في أعماله، وذلك بعد عجنه يدوياً بالعسل من 7 إلى 8 ساعات. 

وأعرب عن شعوره بالسعادة لترميمه المؤلفات والمقتنيات التاريخية. 

وأردف: "إنه لشعور جميل أن تساهم في إحياء المؤلفات التاريخية القادمة إلينا من أجدادنا. وأنا بدوري أستمتع لممارستي هذا العمل، مدركا في الوقت نفسه عظمة الأشخاص الذين أنجزوا هذه الأعمال في الماضي بهذه الروعة، نظرا لقلة الإمكانيات في تلك العهود".

 

مشاركة على: