تركيا أنبوبة الأكسجين لكثير ممن فقدوا أملهم بالعيش من السوريين

تركيا أنبوبة الأكسجين لكثير ممن فقدوا أملهم بالعيش من السوريين
تركيا أنبوبة الأكسجين لكثير ممن فقدوا أملهم بالعيش من السوريين

تركيا أنبوبة الأكسجين لكثير ممن فقدوا أملهم بالعيش من السوريين

نيو ترك بوست / جهاد عيسى النمس

 خلال زيارتي مع اليونيسف لبيوت اللاجئين السوريين ب إسطنبول... استوقفتني ثلاث حكايات،الأولى حكاية عبدالله خريج هندسة كان من أوائل سوريا بعام ٢٠٠٥هرب من النظام وجاء لإسطنبول لا يوجد معه إلا ١٠٠$ اقترضهم والده حتى يسهل سفر ابنه ويبعده عن خطر النظام.

  يقول عبدالله : خرجت من سوريا دون شهادتي الجامعية ولا أمل لدي سوى الفرار والعيش كيفما كان ولكن تركيا غيرت معالم حكايتي من شاب مهمش هارب من الموت لا يحوي في جيبه سوى حفنة أنفاس رثّة ، إلى أن قابلت  بالمسجد خياط تركي عرف أنني سوري  وعرف تفاصيل حكايتي فعرض علي العمل معه بمشغل الخياطة بالإضافة إلى  غرفة للإقامة فيها.

اليوم عبدالله من مهندس معماري ل إداري بمشغل خياطة براتب ٢٥٠٠ليرة تركي، وقال بالرغم من الأشياء الجميلة التي حدثت له إلا أن شوقه لأهله يفوق كل جمال الحياة، ولكن ما يهون عليه طيبة القلب التي لمسها في قلوب الأتراك.

قصتنا الثانية تجسد معاناة أخرى ولكن هذه المرة لأم سورية وابنها عبدالعزيز يبلغ من العمر 13 عشر سنة تسرد قصتها بدموع باكية تقول اشتد القصف على القرية التي كنا نعيش فيها، لذا قررنا الهروب إلى أن وصلنا إلى منطقة كلس على الحدود السورية التركية.

الأم السورية فرحة جدا لأنها نجت بابنها ورفعت يدها تشكر الله أن ابنها مازال في حضنها وعلى قيد الحياة.

وتتابع قصتها وتقول ابني ذكي ومتفوق في دراسته، وكنت قلقة جداً على مستقبله وأدعو الله في كل صلاة أن يهون علينا ما نحن فيه، وكنت أبكي بحرقة وألم لحرمانه من الدراسة ولكن ما حدث مع عبدالعزيز أدخل السرور على الأم وأبرد نارها.

وقالت علمت جارتنا التركية بحزني على ابني وعلى عدم تمكنه من الدراسة فقررت أن تساعدنا وبالفعل عاد ابني لمقاعد الدراسة بفضل الله ثم بفضل جارتنا الكريمة وتابعت الآن عبد العزيز يتكلم تركي بطلاقة ويباري أقرانه الأتراك بالدراسة وأضافت أشعر بأمان في وطني الثاني تركيا لأن ابني بأمان.

حكايتنا الثالثة لفتاه تدعى خديجة تبلغ من العمر 15 سنة وهي وحيدة لأهلها حسب ما أخبرتنا وتتابع قصتها تقول الخوف والموت كان يلاحقنا في سوريا لذا قرر أبي أن يزوجني، وبالفعل تزوجت شاب يدعو محمد كان يعمل في تركيا وودعت أهلي.

في قصص الوداع تقف الأقلام وتضيع الأحرف خديجة خنقتها العبرات وهي تسرد لنا اللحظات القاسية وهي تودع أعز ما لديها في هذه الحياة وتقول قال: لي أبي وأنا أرى الدموع في عينيه وعين والدتي" أنا لم أبعك يا ابنتي لقد اشتريت لك حياة كريمة بعيدة عن حياة الذل والقهر في وطننا سوريا".

خديجة سعيدة في حياتها الجديدة في تركيا وتنتظر مولوداً جديداً ثمرة زواجها من محمد، طرحنا عليها سؤال ولم تدهشنا الإجابة قلنا لها " لو طلب منك الرجوع لسوريا تعودي " أجابت مسرعة لا يمكن وتابعت أهم شيء أن تعيش بأمان وأنا هنا مطمئنة ولم أشعر اني ببلد غريب ،فما قدمه لنا الأتراك كثير فتحوا لنا بيوتهم واستقبلونا بكل ترحيب.

لم تنته الحكايات بعد ،هناك الكثير من الوجع والألم في قصص الآخرين عزائهم الوحيد أنهم لا زالوا أحياء وحديثهم الدائم الشكر للشعب التركي ولرئيس الشعب التركي .

 

مشاركة على: