تركيا ... عندما يختلط عبق التاريخ بسحر الطبيعة

  تركيا ... عندما يختلط عبق التاريخ بسحر الطبيعة
تركيا ... عندما يختلط عبق التاريخ بسحر الطبيعة

تركيا ... عندما يختلط عبق التاريخ بسحر الطبيعة

رغم تنوع القصص التاريخية عن المدن التركية وعن سحرها، غير أن الزائر لها و المتجول في شوارعها و المكتشف لمعالمها ترسخ في مخيلته صور وقصص اجمل تروي حكاية كل معلم لتعود بذاكرته إلى مئات السنوات، يسترجع فيها الأحداث ليدرك أن "المستحيل ليس تركيا "

فحيثما تولي وجهك تبدو لك الإثارة ، الدهشة و الغرابة، حتى تقف مشدوها، فكل شيء ينطق "سياحة" التي تمزج في ديكور متجانس و متناغم بين المعاصرة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني التقنية و التكنولوجيا و الأصالة و التاريخ لإمبراطورية حكمت العالم لقرون عديدة، بقيت اثارها راسخة الى اليوم شاهدة على عظمتها، وبفضلها تحولت تركيا الى مقصد سياحي عالمي من الدرجة الاولى ينافس اهم الوجهات السياحية العالمية.

بمجرد نزولنا بمطار "أتاتورك" بإسطنبول بعد رحلة دامت حوالي أربع ساعات على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية، وصلنا إلى الفندق ورغم أننا وصلنا في ساعة متأخرة من الليل إلا أن ازدحام الطرقات وامتلاء الشوارع بالمارة وبقاء المحلات والمطاعم مفتوحة يعطي انطباعا اوليا بحيوية البلد وبانه قبلة للسياح.

فرغم أن المدن التركية تزخر بالعديد من المناطق و المعالم السياحية ، الا ان مدينة اسطنبول تعد اكثرها استقطابا للزوار الراغبين في التعرف على تاريخ السلاطين العثمانيين، والاستمتاع بسحر البوسفور، واسطنبول ملتقى القارات والحضارات صاحبة التاريخ العريق تقع في الشمال الغربي لتركيا، جزء منها في أوروبا والآخر في آسيا ومشهورة أيضا بطبيعتها الساحرة من بحر وجبال وغابات.

"مينياتورك" ....موجز لمعالم تركيا في اليوم الاول من زيارتنا لاسطنبول قصدنا حديقة "مينيا تورك" التي تجسد ما تزخر به تركيا من معالم وآثار على اشكال مجسمات صغيرة تحاكي واقع هذا البلد الممتلئ بالزخم التاريخى البارع ، وقبل دخولنا اقتطعنا بطاقات بقيمة 10 ليرات للشخص الواحد قيل لنا انها متوفرة بمختلف لغات العالم، ففي هذه الحديقة التي اختصرت معالم تركيا ليس عليك سوى ان تمرر البطاقة التي بحوزتك على الجهاز الالي الذي نصب امام كل مجسم ليحكي لك تفاصيل المعلم الذي تقف امامه باللغة الممغنطة على البطاقة حيث يذكر كافة المعلومات التاريخية والثقافية الخاصة بذلك المعلم .

وتستغرق الجولة في هذه الحديقة قرابة ساعتين إلى ثلاث ساعات وبعد انتهاء الجولة اخذنا صورا تذكارية في محل اصطف حوله الكثير من الشغوفين بمسلسل "حريم السلطان" حيث زين حسب ديكور قصر السلطان سليمان ،كما وضعت تحت تصرف زبائن المحل ملابس السلاطين والسلطانات بالإضافة الى اكسسواراتهم، وهكذا يتمكن الزائر من الخروج بذكرى رائعة من مملكة العثمانيين مقابل مبلغ 20 ليرة.

"السلطان احمد" حيث تلتقي رهبانية الكنيسة بروحانية المسجد كما وقفنا خلال جولتنا باسطنبول على ساحة السلطان أحمد التي تضم أهم معلمين سياحيين وثقافيين وتاريخيين تلتقي فيهما رهبانية الكنيسة بروحانية المسجد، حيث يوجد بها رمز المدينة القوي وأجمل مساجدها و هو مسجد السلطان أحمد ذو الست مآذن الذي تم بناؤه على أنقاض القصر الكبير في العصر البيزنطي وقد كلف ببناءه "محمد أغا الصدفي" أشهر المعماريين الأتراك بعد سنان باشا وداود أغا، و الذي استغرق انجازه ثماني سنوات ما بين 1609 و 1617، ويحتوي الجامع على 21043 قطعة من الخزف الأزرق و لذلك سمي بالمسجد الأزرق .

في نفس المنطقة وفي الجهة المقابلة للمسجد الأزرق يوجد متحف "آيا صوفيا" الذي كان يعد أكبر كنيسة في العالم منذ نشأتها سنة 537 م إلى أن حولها السلطان محمد الثاني – محمد الفاتح – إلى مسجد مباشرة بعد الفتح و فيها أقيمت أول صلاة في إسطنبول حيث ظلت مسجدا على مدار 481 عاما ليحولها بعدها أتاتورك إلى متحف عام1935، و هي الآن من بين المعالم الأكثر زيارة في تركيا نظرا للمكانة العظيمة التي تحتلها في قلوب المسلمين و المسيحيين، و كذا لروعة بناءها الذي يمزج بين فن العمارة البيزنطية القديمة و تقاليد العمارة الرومانية ببصمات الفنون الشرقية العثمانية.

تل العرائس ...

حيث تقام افراح اسطنبول بعد زيارة متحف ايا صوفيا انتقلنا عبر ميترو تحت البحر الى الضفة الاخرى، الى تركيا الاسياوية بعد ان كنا في تركيا الاوروبية، اذ يمكن الزائر الانتقال عبر المضيق بين الضفتين عبر العبارة في ظرف 20 دقيقة او باقتناء الميترو –تحت البحر- اذ لا تتجاوز مدة قطع المضيق عبر وسيلة النقل هذه 4 دقائق، وهو ما ميز هذا البلد السياحي، حيث يوفر للزوار كل وسائل النقل السريعة و المريحة، ويضع امامه اختيارات كثيرة.

و بالضفة الاخرى من اسطنبول توجهنا الى منطقة اسكودار اين يوجد بها تل يطلق عليها تسمية "تلة العرائس" جاملجا وهي تبعد مسافة 4 كم عن مركز منطقة اسكودار ويبلغ ارتفاعها تقريبا 268 متر عن سطح البحر، وهي اعلى نقطة في الجزء الاسيوي من اسطنبول، ومنها يمكن للزوار ان يحضوا برؤية مضيق البوسفور و الجسر المعلق ومنظر جامع لمدينة اسطنبول.


اقرأ المزيد| ميناء بودرم التركية يستقبل سفينة سياحية ضخمة 


 

مشاركة على: