يدرسون في حاويات معدنية وخيام...أطفال سوريا متمسكون بالتعليم

يدرسون في حاويات معدنية وخيام...أطفال سوريا متمسكون بالتعليم
يدرسون في حاويات معدنية وخيام...أطفال سوريا متمسكون بالتعليم

يدرسون في حاويات معدنية وخيام...أطفال سوريا متمسكون بالتعليم

سوريا / نيوترك بوست

رغم العيش في بلد مزقته الحرب و دخول النزاع  عامه التاسع، يظل جيل ولد وترعرع في بيئة من الصراع  في سوريا ، متمسكاً بالتعليم رغم الظروف الصعبة.

لايزال  الأطفال صامدون آملين بمستقبل أكثر إشراقاً في مدرسة "شهدءا ميسكان" الواقعة في مخيم "يازي باغ" للاجئين في شمال غرب سوريا.

وحول وضعهم ، تقول المعلمة في المدرسة، إيمان مصطفى زيدان، التي لديها حوالي 350 طالباً ممن يدرسون حتى الصف السادس، في حاويات معدنية لوكالة الأناضول، إن طلابها يستمتعون بالتعليم رغم كل الصعاب.ويضطر الطلاب إلى السير في الوحل للوصول إلى فصولهم الدراسية.

تقول مريم البالغة من العمر تسع سنوات، وهي إحدى طالبات المعلمة "زيدان"، إنها تحب قضاء بعض الوقت في المدرسة. وأضافت "رغم أن المدرسة موحلة للغاية، إلا أنني أستمتع حقاً بالذهاب إلى المدرسة وأحب أساتذتي. أنا أقضي وقتاً كبيراً في المدرسة". في الصّف المكون من 27 طالباً، قالت مريم إنها تبجّل معلمتها وتحبها بشغف. وقالت والابتسامة مرسومة على وجهها: "أريد أن أصبح معلمةً أيضاً عندما أكبر".


إقرا أيضاI بشرى للاجئين السوريين


وفي معرض حديثها عن العقبات الأخرى التي يواجهها الأطفال، قالت "زيدان" إن الطلاب غير قادرين على مواصلة تعليمهم خارج الفصل الدراسي. وأوضحت: "السبب في ذلك هو أنه ليس لديهم مساحة شخصية في المخيمات التي يعيشون فيها. بينما تحاول الأسر توفير وتحسين الظروف المعيشية الأساسية، يترك الأطفال وحدهم في عملية تلقي التعليم".

وأشارت "زيدان" إلى أن الأطفال يفتقرون في بعض الأحيان إلى المواد المدرسية مثل الكتب والأقلام والحقائب أو أي وسيلة ضرورية للمشاركة بنشاط تعليمي في الصّف. وقالت إن هناك مشكلة أخرى تتمثل في الفجوة العمرية بين الطلاب في الصّفوف المختلفة، وضربت مثال على صفّها، حيث تقوم بتدريس الطلاب من سن 8 إلى 12 عاماً في الصف الثاني. وأضافت "هذا يدل على أن العديد من هؤلاء الأطفال لم يتلقوا التعليم لفترة طويلة، أو أن معظمهم لم يتلقَ أي نوع من التعليم على الإطلاق قبل وصوله إلى المخيم". ومع ذلك أخبرت المعلمة "زيدان" أن طلابها مليئون بالأمل فيما يتعلق بأحلامهم المستقبلية. وأضافت "بعض هؤلاء الطلاب أذكياء للغاية، لكنهم لا يتمتعون بالدعم اللازم لضمان تعليم أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً لهم".

وقالت فاطمة، طالبة في الثامنة من عمرها،إنها انتقلت مع أسرتها قبل خمس سنوات إلى مخيم اللاجئين من منطقة "الجوخا"، التي تقع جنوب شرق حلب. قالت فاطمة: "أحب مدرستي كثيراً"، مضيفة أنها تستمتع بدراستها. وقالت "أريد أن أكون معلمة للغة الإنجليزية عندما أكبر. وأنا بالفعل تعلمت الحروف والأرقام". وأضافت "السبب في أنني أحب اللغة الإنجليزية هو أستاذي أحمد. هو الذي علمني كل ما تعلمته في الانجليزية. لا أعرف أين هو الآن. لم أره مرة أخرى".

وقال رمضان عبد الله تامي، الذي قضى 40 عاماً من حياته كمدرس، متحدثًا إلى وكالة الأناضول، إن الأطفال ظلّوا "بعيدين عن التعليم" منذ بداية الحرب.

وقال: "نحاول تعليم أكبر عدد ممكن من الأطفال لأن هؤلاء الأطفال هم مستقبلنا، المؤسف أنهم يواصلون تعليمهم في ظل ظروف قاسية. لا تستطيع أسرهم فعل الكثير من أجلهم، لكنهم ما زالوا يواصلون تعليمهم بموارد محدودة للغاية".

يذكر أن تركيا بدأت في تقديم الدعم الإنساني والسياسي والعسكري للمعارضة السورية المعتدلة بعد فترة وجيزة من بدء الاحتجاجات المناهضة للنظام عام 2011، وبقيت حليفاً ثابتاً لهذه المعارضة منذ ذلك الحين. لكنّ تأثيرها أصبح أكثر وضوحاً عام 2016، عندما أطلقت القوات التركية والجيش السوري الحر عملية درع الفرات ضد إرهابيي داعش على طول حدودها في شمال سوريا.

 

مشاركة على: