عبد الباسط الساروت .. حارس الثورة السورية ومنشدها

عبد الباسط الساروت .. حارس الثورة السورية ومنشدها
عبد الباسط الساروت .. حارس الثورة السورية ومنشدها

عبد الباسط الساروت .. حارس الثورة السورية ومنشدها

إسطنبول - نيو ترك بوست

شيّع السوريين اليوم الأحد حارس ثورتهم ومنشدها عبدالباسط الساروت، أحد أبرز قادة المظاهرات التي قامت في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد أثناء الثورة السورية.

وُلد عبدالباسط ممدوح الساروت في 1 يناير/كانون الثاني 1992، في حي البياضة بحمص، وينحدر من عائلة هاجرت من الجولان، وتلقى تعليمهُ في حمص؛ قبل أن يَكتشف مهارته في حراسة المرمى فانضمّ للدفاع عن مرمى نادِي الكرامة.

وفي بدايات الثورة السورية عام 2011، انخرط الساروت فيها من خلال المُشاركة في الاحتجاجات الأسبوعيّة التي كانت تُقام في حمص لمطالبة بشار الأسد بالرحيل. زادت شهرة عبد الباسط وشعبيّته بعدما عملَ على تأليفِ عددٍ من الأغاني والأناشيد التي كان يؤديها وسطَ الجموع الغفيرة في حمص وعلى رأسها أغنيّة «جنة جنة جنة يا وطنّا» ليُلقّبّ بـ «بلبل الثورة ومنشدها».

ولم تقتصر مشاركة الساروت في المظاهرات على مدينة حمص، بل شارك وأنشد خلال مظاهرات خرجت في مدن بالشمال السوري كمدينة إدلب، ضد هجمات قوات النظام السوري على مدينة حلب ثم على محافظة إدلب نفسها.

ودفع الساروت ثمنا باهظا خلال السنوات الأولى من الثورة، فقد قتل خمسة من إخوته برصاص النظام، حيث قتل الأول بحي الخالدية في 2011، والثاني في 2013، ثم قتل اثنان معا في 2014 في أواخر الحصار على حي الخالدية بحمص، في حين قتل أخوه الخامس في إدلب متأثرا بإصابات سابقة.

ومع جنوح النظام السوري في تعامله العنيف مع الثورة السورية السلمية، ومواجهة الساورت تهديدات بالقتل، قرر حمل السلاح والوقوف في وجه النظام، والتحق بكتائب مسلحة تابعة للمعارضة بينها "كتيبة شهداء البياضة".

وبعد مقاومة استمرت نحو سنتين ونصف السنة تعرض خلالها مئات المقاتلين وعائلاتهم للتجويع، تم في 2014 إجلاء المعارضة المسلحة نحو ريف حمص الشمالي، قبل أن يُهجّر لاحقا إلى الشمال السوري. 

وكان الساروت ممن هُجّروا نحو الريف الشمالي، وهناك اشتبك مع جبهة النصرة التي اتهمته بموالاة تنظيم الدولة الإسلامية، وهي تهمة نفاها الرجل في حينه، ثم انتقل إلى تركيا وظل فيها أكثر من سنة ليعود مجددا إلى سوريا وينخرط في جبهات القتال ضد النظام بالشمال السوري.

وفي 2014، روى فيلم "عودة إلى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي -والذي نال جائزة في مهرجان ساندانس الأميركي للسينما المستقلة- حكاية شابين من حمص، أحدهما الساروت.

كما تضمن ألبوم غنائي جمع أناشيد راجت خلال المظاهرات المناهضة للأسد في بدايات الثورة، أغنية "جنة" بصوت الناشط الراحل. وطُبعت صورته على طوابع بريدية رمزية صممها ناشطون معارضون في 2012 لتوثيق الاحتجاجات.

شاركَ الساروت في المعاركِ الدائرة شمال حماة بينَ فصائل المعارضة السوريّة والنظام، إلى أن أصيب يوم الجمعة الماضي خلال معركة السيطرة على قرية تل ملح بريف حماة الشمالي، ومعَ حلول ظهر يوم أمس  السبت، أُعلن عن وفاة السروت متأثراص بجراحه.

 

مشاركة على: