صفحات في حياة أسطورة النجاح الأمريكي "ستيف جوبز"

صفحات في حياة أسطورة النجاح الأمريكي "ستيف جوبز"
صفحات في حياة أسطورة النجاح الأمريكي "ستيف جوبز"

صفحات في حياة أسطورة النجاح الأمريكي "ستيف جوبز"

 

 إن كنت ستقرأ قصتنا هذه لمجرد القراءة فلا أنصحك أن تكمل بإمكانك أن تقلب الصفحة ، لأن قصتنا اليوم ستتحدث عن شخصية عانت لتصل, شربت المرارة لتتذوق طعم النجاح ، والهدف الأساسي من ذكر القصة هو تحفيزك للمضي في طريقك وعدم الاستسلام.

 من الطبيعي أن يمر الإنسان في حياته بأزمات ولكن القليل من الناس من يستطيع أن يسخر هذه الأزمات لتكون في صالحه وتعينه على الاستمرار والتحدي والوصول لهدفه في حين من يستسلم لهذه الأزمات تجد لسان حاله يكتفي بترديد عبارة "أنه الحظ "وصاحب هذه القصة لم تكن طريقه معبدة أو مفروشة بالورد بل واجه أزمات وكبوات في بداية حياته كما أنه طُرد من عمله وأصبح بلا مصدر رزق أو عمل ولكن هذا لم يثنِ عزيمته بل استمر في كفاحه إلى أن أصبح من مشاهير العالم الذي نعيش فيه وسطر بقصته درساً لتحفيز غيره للمضي في طريق النجاح وعدم الاستسلام فمهما كانت الظروف المحيطة بك فظروفهم كانت أسوأ بأكثر مما تتخيل  وصاحب قصتنا اليوم هو ستيف جوبز أسطورة النجاح كما يسميه البعض يعد أحد أشهر وأغنى الرجال في العالم، في بداية حياته تخلى عنه أبويه وعاش مع أسرته الجديدة بالتبني عُرف بشغفه وحبه للاكترونيات منذ نعومة أظافره فكان ولعاً بالتكنولوجيا وطريقة عمل الآلات ,شق طريقه في هذا المجال وكانت أولى ابتكاراته اختراع شريحة الكترونية ،كما أن حبه لهذا المجال أتاح له فرصة من التدرب في إحدى الإجازات الصيفية بشركة هوليت باكرد " HP " وهناك تعرف جوبز على المهندس الإلكتروني ستيفين وزنياك، واللذان سوف يحققا معاً خطوات هامة في عالم التكنولوجيا بعد ذلك. لم تكن حياة ستيف الجامعية جيدة فلم يمكث طويلاً في جامعة ريد في بورتلاند بولاية أرغون، ولم يكن النجاح حليفه فقرر حينها ترك الدراسة وسارع الخطى بعدها لتنمية قدراته في مجال امتلك شغف قلبه وهو عالم الالكترونيات فقدم ورقة بأفكاره في مجال الالكترونيات لشركة "أتاري" الأولى في صناعة ألعاب الفيديو وتمكن من الحصول على وظيفة بها كمصمم ألعاب،ترك عمله لفترة وبعدها عاد للعمل مرة أخرى لمواصلة عمله بـ "أتاري". في عام 1975انضم جوبز إلى "هومبرو كمبيوتر" – ناد لمطوري أجهزة الكمبيوترات الشخصية – من هنا بدأت الانطلاقة وخاصة بعدما ألتقى وزنياك، والذي كان أحد أعضاء النادي فانطلقا الاثنان ليبدعا في عالم التكنولوجيا، وتمكن الاثنان من صنع علبة صغيرة يتم استخدامها مع التليفون للاحتيال على الشركات وإجراء اتصالات بعيدة المدى، وعمل جوبز على الاستفادة من هذا الاختراع فقام ببيعه لعدد من طلاب المدارس ثم توقف بعد ذلك خوفاً من الملاحقة القانونية. في عام 1976تم اطلاق شركة آبل " أو التفاحة واقتحم جوبز عالم التكنولوجيا وكان حينها في الحادية والعشرين من عمره في حين كان صديقه وزنياك يكبره بأربعة سنوات واجتهدا بكل قوة من أجل تأسيس شركة تهتم بالتكنولوجيا والكمبيوتر الشخصي , وتمكن الاثنان من تصميم أول نموذج للكمبيوتر الشخصي، وكانت الفكرة المسيطرة على جوبز هي دمج لوحة المفاتيح مع جهاز الكمبيوتر، وجاء الاختراع الأول لجوبز ووزنياك حاملاً اسم " أبل 1" ومشكلاً ثورة في مجال الكمبيوتر، وتمكنا من تحقيق ثروة معقولة كانت ثمار بيع 600 جهاز كمبيوتر. وبهذا النجاح يثبت أن لا شيء مستحيل  في عام 1977 جذب نحاجهم أعين المستثمرين وكان هدفهم هو تطوير أبل 1" وانتاج كمبيوتر أكثر تعقيداً ولكن أسهل في الاستخدام ,ونتيجة هذا النجاح قرر الرئيس التنفيذي السابق لشركة "أنتل مايك ماركولا" الاستثمار في "أبل" وأصبح رئيس مجلس إداراتها هذا بالإضافة لعدد من المستثمرين الآخرين. لم تتوقف أحلامهم بعد احتفل الاثنان بانطلاقة "أبل 2" وشهدت انطلاقة قوية في مجال الكمبيوتر اكتسح السوق الأمريكي بسبب تقدمه وجودة برامجه العالية ووقتها تمكنوا من بيع مئات الأجهزة ، استمرت النجاحات ، توقف صديق جوبز عن مشاركته في حلمه إثر حادث ألمّ به ولكن لم تتوقف نجاحات أبل  ففي عام 1980 صعدت أسهم "أبل" سريعاً إلى القمة بعد طرحها لأسهمها في اكتتاب عام أولي بسعر 22 دولار للسهم، قفزت لتصبح 29 دولار وأصبحت قيمة " أبل " السوقية تقدر بـ 1.2 مليار دولار، وكان جوبز مساهم رئيسي بالشركة بحصة تقدر بـ 15% من الأسهم. استمر صديقنا النابغة في سعيه من أجل التطوير والابتكار في مجال التكنولوجيا فأنتجت الشركة "أبل 3" ولكن لم يكتب له النجاح فتم استعادة الكمية الأولى منه من السوق، بسبب بعض العيوب التقنية به. ولم يثنه هذا الفشل عن حلمه وبالرغم من وجود منافس في السوق وهي شركة "IBM " التي قامت بإنتاج الكمبيوتر الشخصي وبالفعل أصبحت بمنتجها منافس قوي لشركة جوبز، ألا أن اصراراه على النجاح كان أقوى من أي منافس  في عام 1982 سعى جوبز من أجل إقناع جون سكولي من شركة "بيبسي" ليكون المدير التنفيذي لـ "أبل" وتم طرح جهاز جديد في السوق باسم "ليزا" وعلى الرغم من التقنية العالية لهذا الجهاز إلا أنه عانى من الفشل نظراً لسعره المرتفع، عقب ذلك سارع جوبز من أجل تطوير جهاز "ليزا" فتم استخدام نفس التكنولوجيا ولكن بصورة أبسط ، شهد عام 1984 انطلاقة أول كمبيوتر "ماكنتوش" والذي غزا السوق بقوة وحقق الكثير من النجاح. بعد هذا النجاح بعام واحد قرر جوبز أن يترك العمل بمؤسسة "أبل" وباع كامل حصته بها وتفرع لانشاء شركة أخرى أطلق اسم "Next Step" واصطحب معه عدداً من موظفي آبل لينشئ شركته التي استثمر فيها حولي 7 ملايين دولار، كما دخل الملياردير "دوس بيروت" كشريك مساهم في الشركة. أطلقت الشركة أول كمبيوتر يحمل اسم "Next" في عام 1990، وبحلول 1993 باعت الشركة حوالي 50 ألف جهاز، انتقلت بعدها إلى مرحلة تطوير البرمجيات حتى وصلت أرباحها إلى مليون دولار في عام 1994. في عام 1996 كان عاماً جميلاً على جوبز فقد وافقت آبل على منح شركة Next مبلغ 429 مليون دولار، كما مُنح جوبز أسهما في آبل بقيمة 1.5 مليون دولار.  وبعد مرور 7 أشهر على إتمام تلك الصفقة عين جوبز رئيسا تنفيذيا لآبل، وقد قامت الشركة بتلك الخطوة كسعي منها للتطوير وإدخال مشاريع جديدة. قام جوبز بعد توليه المنصب الجديد بفصل العديد من الموظفين، كما ركز على أعمال تطوير البرمجيات من أجل مواكبة باقي الشركات الرائدة في هذا المجال، وفي نفس الوقت عمل جوبز على صناعة أجهزة تعمل ببرمجيات "ماكنتوش". في تلك الفترة اعتمد جوبز على التقنيات الموجودة في أجهزة "Next" لتطوير منتجات آبل، وطور جوبز نظام التشغيل "Next Step" المتعدد المهام ليصبح "Mac osx" واستخدمه في منتجات كـ"iMacboosted"،  في عام 2000 عين مجلس إدارة آبل جوبز رئيسا تنفيذيا رسمياً للشركة وانطلق بعدها لتطوير الكمبيتورات  والأجهزة المحمولة، وكانت البداية مع تصميم جهاز "iPod" الرقمي لتشغيل الموسيقى. 2001 شهدت الأسواق أول جهاز "iPod" أطلقته آبل فأحدث ضجة كبيرة وباعت الشركة أكثر من 350 مليون جهاز حول العالم. توالت النجاحات في عام 2007 أصدرت آبل أول هاتف "آيفون" حقق نقلة نوعية في عالم الهواتف الخلوية، وبحلول 2014 بيع حوالي 170 مليون جهاز آيفون في جميع أنحاء العالم. ولم تقف نجاحات جوبز عند هذا الحد فتمّ اطلاق حواسيب "آيباد" اللوحية عام 2010 تعد أول نسخة من أجهزة "آيباد" كانت مزودة بشاشة لمس وعدد من الأزرار، وبيع منها حوالي 250 مليون جهاز.  جدير بالذكر أن صديقنا جوبز اهتم بكل تفصيل يتعلق بتصميم الأجهزة الالكترونية لتكون مزودة بميزات ترضي أذواق المستهلكين اقتربت القصة من نهايتها أصيب جوبز بمرض خطير ونوع نادر من سرطان البنكرياس، كما خضع في الـ 2009 لعملية زراعة كبد، بعدها قدم استقالته 24 من أغسطس/آب 2011 وأوصى بتعين "تيم كوك" في منصبه الشاغر, وما هي إلا أيام قلائل حتى توفي في الـ5 من أكتوبر/تشرين الأول عن عمر يناهز الـ 56 عاما.

نشير أن ستيف جوبز تزوج من لورنس بويل في مارس 1991ولديه ثلاثة أبناء من زوجته، وابنة أخرى تدعى ليزا من سيدة تعرف عليها قبل زواجه.  أهم ما سجل في حياته دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية كأقل الرؤساء التنفيذيين راتباً اختارته مجلة تايم كأكثر الشخصيات مخاطرة لعام 1982 استطاع أن ينقل الرسوم المتحركة من الشكل التقليدي إلى شكل مبهر أولى ابتكاراته وهو في المرحلة الثانوية وكانت عبارة عن شريحة الكترونية هكذا كافح بطل قصتنا ليصل بجدارة وحقق أحلامه ،عندما سئل عن سر نحاجه المبهر أعاز هذا النجاح إلى تعاون كل العاملين في الشركة مبيناً لهم أن يداً واحدة لا تصفق وحدها .

مشاركة على: