مطار أتاتورك بإسطنبول يحتضن لقاء بين فلسطيني ووالدته بعد 16 عاماً من الفراق

مطار أتاتورك بإسطنبول يحتضن لقاء بين فلسطيني ووالدته بعد 16 عاماً من الفراق
مطار أتاتورك بإسطنبول يحتضن لقاء بين فلسطيني ووالدته بعد 16 عاماً من الفراق

مطار أتاتورك بإسطنبول يحتضن لقاء بين فلسطيني ووالدته بعد 16 عاماً من الفراق

بعد فراق قسري استمر لأكثر من 16 عاماً، جمعت مدينة إسطنبول التركية بين الفلسطيني المبعد فهمي كنعان، بوالدته التي حرمها الاحتلال الإسرائيلي من احتضان ابنها طوال تلك السنوات.

لحظاتٌ عاطفية مؤثرة تعجز الكلمات عن وصفها بين الابن والأم، لفتت أنظار المتواجدين في مطار أتاتورك الذي شهد استقبال كنعان لوالدته.

دموع وعناق حار مصحوب بتمتمات غلبت على تلك اللحظات، التي أظهرت حجم الاشتياق الذي لا يمكن تصوره بين الابن ووالدته.

تقول الحاجة فتحية كنعان (70 عاما): "الحمد لله على لقاء ابني، مضت سنوات كثيرة لم أقابله ولم أره فيها... كنت أتمنى أن أضمه إلي، وحجم اشتياقي له لا يوصف".

وأضافت "إبعاد ابني عن الضفة الغربية أورثني معاناة كبيرة"، وتابعت قائلة "قبل ذلك، وحين كان معتقلا في السجون الإسرائيلية، كنت أذهب لزيارته لوحدي، وكان حتى هذا الأمر يسبب مشقة لي، خصوصا وأنه سجن خمس مرات، عدا عن ظروفي الصحية الناجمة عن آلام في القدم والظهر".

وأوضحت "عقب إبعاد ابني إلى قطاع غزة زادت المعاناة والتعب، وقالوا (السلطات الإسرائيلية) لنا إنه سيبعد من عام إلى اثنين فقط، لكنها طالت حتى 16 عاما.. كنا مشتاقين ومتلهفين أن يعود إلينا".

وأردفت قائلة "أحفادي تربوا في غزة" تتابع الحاجة فتحية، و "لم نستطع رؤيتهم، وما زلنا نعاني من قسوة الإبعاد".

وتابعت بنبرة ممزوجة بكثير من الحزن "كنا نتمنى أن يبقى بيننا، وكانت لدينا نية أن نزوره مع والده، لكن زوجي توفي قبل عدة أشهر، ولم نستطع أن نجتمع سوية، ونتمنى من الله أن يلم الشمل ويجمعنا على خير".

يقول فهمي "منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 سجنت خمس مرات، معظمها كانت أحكاما إدارية"، و"تنقلت حينها في أكثر من 15 سجنا ومركز تحقيق إسرائيلي، وكانت والدتي تزورني في السجون الإسرائيلية الممتدة من الجنوب الفلسطيني المحتل إلى الشمال".

وأضاف "استمرت مطاردتي من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 6 سنوات، وأصبت خلالها مرتين، إحداهما في الاجتياح الإسرائيلي لبيت لحم، وبعد ذلك تم حصارنا في كنيسة المهد لنحو 39 يوما، قبل إبعادنا إلى قطاع غزة عام 2002".

وتقول ابنته إسراء (13 عاما) "ولدت في قطاع غزة، وواجهنا في حياتنا الكثير من الصعوبات جراء الحصار المفروض على غزة، كما أنه لم يكن لدينا أقارب بالقطاع".

وأضافت: "اتخذنا قرار الخروج من قطاع غزة، وجئنا إلى تركيا، وبدأنا بتأسيس حياتنا من جديد، والتحقنا أنا وإخوتي بالمدارس، ومضى علي في تركيا نحو عام واحد، واستطعنا خلاله تعلم اللغة التركية".

وختمت مبتسمة: "أمس، جاءت جدتي، وكانت تلك أول مرة ألتقيها فيها.. سعيدة أنا بذلك، وسعيدة لأن والدي التقى والدته بعد كل ذلك الزمن".

وفي عام 2002، أبعدت إسرائيل 39 مواطناً الفلسطينيين بينهم فهمي كنعان، احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم، وفقا لاتفاقية فلسطينية إسرائيلية.

وتم إبعاد 13 منهم خارج فلسطين عن طريق مطار بن غوريون، قبل نقلهم إلى قبرص، ثم وزعوا على عدة دول أوروبية، فيما جرى إبعاد 26 آخرين إلى قطاع غزة بواسطة حافلات.

وقضى فهمي أكثر من 15 عاما في قطاع غزة، ورفض الاحتلال الإسرائيلي منح تصاريح لأقاربه في الضفة الغربية لزيارته، ليحرم بذلك من رؤية أهله.

ولم تقتصر معاناة المواطن الفلسطيني على تلك السنوات فقط، بل امتدت لثلاثة عقود، تخللتها 5 اعتقالات من قبل الجيش الإسرائيلي في الانتفاضة الأولى (1987 ـ 1993)، كلفته 4 سنوات وراء القضبان، تلتها مطاردة من قبل الجيش الإسرائيلي لنحو 6 سنوات.

وقبل عام ونصف، غادر فهمي غزة إلى تركيا بهدف إكمال دراسته للحصول على درجة الدكتوراه، ومن ثم أحضر عائلته المكونة من 6 أطفال إلى تركيا.


اقرأ أيضاً | تركيا تعالج 13 فلسطينيًا أصيبوا خلال مسيرة “العودة الكبرى” 


 

 

مشاركة على: