ذكرياتي عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أحدثكم

ذكرياتي عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أحدثكم
ذكرياتي عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أحدثكم

ذكرياتي عن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا أحدثكم

ليلة الانقلاب الفاشل في تركية وإسراعي بإصدار بيان باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برفض الانقلاب وأنه غير شرعي:

ليلة 16 تموز/يوليو 2016، كنا مع الأهل في استانبول للعمل والسياحة وكنت أتابع الجزيرة فإذا فيها  خبر محاولة انقلاب بتركيا ولكن  بتحفظ شديد، فحولت إلى قنوات أخرى فإذا هي تنشر بيانات الانقلابيين وبعضها تبشر بنجاح الانقلاب وكانت أصوات الطائرات والدبابات وإطلاق النار تسمع، وعندئذ اتصلت ببعض الأصدقاء من العلماء الأتراك، وحاولت الاتصال بفضيلة أ.د. محمد جورماز رئيس الشؤون الدينية التركية، فلم استطع الوصول إليه بسبب الانقلاب.

ثم عدت إلى الموقف الشرعي فوجدته واضحاً أن هؤلاء الانقلابيين يتمردون ويستعملون كل أنواع السلاح ضد حكومة شرعية وهذا  أمر منبوذ محرم شرعاً بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة، فأصدرنا بياناً ونشرناه في الساعة 12 ليلاً وأرسلناه إلى جميع وسائل الإعلام، كما أرسلته إلى فضيلة رئيس الشؤون الدينية عن طريق “الواتسآب” فرد عليه بالشكر والثناء، وأنه سينشر هذا البيان باللغة التركية.

ثم بعد فترة وجيزة سمعت أصوات التكبير والتهليل  والصلوات على الرسول صلى الله عليه وسلم، ترفع من منابر الجوامع والمساجد فعلمت فيما بعد أن ذلك كان بتوفيق من الله تعالى لفضيلة أخي أ. د. محمد جورماز، حيث أخبرني بأنه اهتدى إلى ذلك من خلال الأعراف العثمانية عند حدوث الفتن والمشاكل، فأرسل إلى جميع الائمة بمساجد تركيا بذلك
وبعد فترة وجيزة  ونحن نتابع الأخبار فإذا بالرئيس أردوغان يتحدث من خلال هاتف محمول تابع لإحدى القنوات طالب فيه بدعم الشعب، فإذا بالشعب التركي – بجميع أطيافه – خرجوا ودافعوا عن حرياتهم  واستشهد عدد منهم.

وقد دعيت للصلاة عليهم بجامع الفاتح بحضور فخامة الرئيس ومفتي استانبول فصلينا عليهم في اليوم التالي، ولم نستطع أن نخلد إلى الراحة والنوم حتى أعلن عن فشل الانقلاب والحمد لله.

وهذه القضية في نظري قضية مبدئية أؤمن بها وأطبقها مع الجميع، فأنا ضد الانقلاب على أي حكومة منتخبة في أي بلد كان، والإسلام أكد على حرمة الانقلاب ضد السلطة الشرعية المنتخبة لما يترتب على ذلك من قتل وإراقة دماء وفتنة لا يعلم مداها إلا الله تعالى، كما رأينا ذلك في بلاد أخرى مع الأسف الشديد.

كتبه
أ. د. علي القره داغي
الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

مشاركة على: