العثمانيون..يٌد صانت البلاد وأخرى نثرت فيها الحياة "سبيل السلطان عبد الحميد مثال"

العثمانيون..يٌد صانت البلاد وأخرى نثرت فيها الحياة "سبيل السلطان عبد الحميد مثال"
العثمانيون..يٌد صانت البلاد وأخرى نثرت فيها الحياة "سبيل السلطان عبد الحميد مثال"

العثمانيون..يٌد صانت البلاد وأخرى نثرت فيها الحياة "سبيل السلطان عبد الحميد مثال"

كتبه: عمار علي محمد

في جغرافيا غزة المحدودة إن نظرت شرقاً تواجهك الأراضي المُحتلة عام ٤٨ وإن توجهت غرباً يقابلك البحر الأبيض المتوسط أما أن جلت بالنظر في الجهات الأربع ستجد تاريخاً يبث روحه في المكان  ويقص على قاطنيه سيرة طويلة لحياة مشتركة عاشها الفلسطينيون والأتراك معا....حياة غنية بالتفاصيل الموزعة على المعمار والطعام وحتى المفردات اللغوية والذاكرة الجماعية للمدينة...

سبيل السلطان عبد الحميد نموذج فريد للمعمار العثماني في فلسطين ويزداد فرادة عندما تعلم أنه يحمل إسم الرجل الذي ضحى بعرشه ثمناً لموقفه التاريخي الرافض للإستعمار الصهيوني في فلسطين. 


يقع السبيل في حي بني عامر وسط غزة القديمة متوسطاً مجموعة كبيرة من المساجد والمقامات والمرافق الخدمية التي شيدت في الفترة العثمانية...ويقول أكثر من مؤرخ ومسؤل محلي على حد السواء إن السبيل بُني أساساً عام 1568 بأمر من بهرام بيك وهو إبن مصطفى باشا حاكم سنجق غزة ، خلال الفترة اللاحقة وتحديداً عام 1861 م رمم رفعت بيك الجركسي السبيل وجدد مبناه وبات يُعرف بإسم سبيل الرفاعية بدلاً عن سبيل البرج إسمه الأول ليصار لتجديده مرة أخرى في عهد السلطان عبد الحميد الثاني عام 1900 م ومن حينها يُطلق عليه أهل غزة إسم سبيل السلطان عبد الحميد ربما لأن طغراء السلطان لا تزال تزينه وربما لأن الذاكرة الجماعية للمدينة وأهلها تُصر على إستحضار السلطان صاحب شعار ( إن عمل المبضع في جسدي أهون علي من أن أُعطي اليهود شبراً واحداً في فلسطين).
أياً كانت أسباب التسمية فتكفي الإشارة بأن أحفاد مؤسسي السبيل وعبر مؤسسة التعاون التركية (تيكا) أعادوا ترميمه مرة أخرى عام 2014 ليعود إلى صورته الأولى بعقده المدبب و مكسلتاه وطغرائه شاهداً للتاريخ وعليه ولسان حاله يقول وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض.

مشاركة على: