
نصف حرائق الغابات في تركيا سببها الإهمال وعدم الانتباه
تشير الإحصائيات الرسمية إلى أن نحو 50% من حرائق الغابات التي شهدتها تركيا مؤخرًا تعود إلى الإهمال والسلوكيات غير الواعية، مما يزيد من خطورة الكارثة البيئية التي تتفاقم في فصل الصيف.
1563 حريقًا في شهر واحد.. والزراعة تنقل النار إلى الغابات
وفقًا لبيانات المديرية العامة للغابات، اندلع 1563 حريقًا بين 1 و30 يونيو، منها 612 حريقًا في الغابات و951 في الأراضي الزراعية. وقد انتقلت 499 حريقًا من الحقول الزراعية إلى الغابات، في حين شهدت البلاد 342 حريقًا بين 27 و30 يونيو فقط.
سلوكيات خطيرة تشعل النيران.. والنتيجة كارثية
و قال البروفيسور دوغاناي تولوناي، رئيس قسم هندسة الغابات بجامعة إسطنبول – جراح باشا، إن كثيرًا من الحرائق تنشب لأسباب غير معقولة، مثل:
محاولة حرق حشرة قراد داخل المنزل
استخدام آلات لحام في الهواء الطلق أثناء الرياح
إشعال نيران لطهي البيض أو الذرة
رمي أعقاب السجائر من نوافذ السيارات
إشعال نيران من قبل مربي النحل
حرق بقايا المحاصيل الزراعية رغم الحظر القانوني
وأضاف أن هناك حالات تندلع فيها النيران بسبب الشرر الناتج عن احتكاك السيارات القديمة، أو مكائن الحصاد، أو حتى فرامل القطارات.
جرائم إشعال متعمد.. وأسباب نفسية أحيانًا
و أشار تولوناي إلى وجود حرائق متعمدة تهدف إلى توسيع الأراضي الزراعية أو البناء، وذكر حادثة في مرماريس عام 2022 حين أشعل شاب حريقًا غضبًا من والده، وآخر مؤخرًا بدأ من منزل وانتقل إلى الغابة.
وأكد أن 90% من حرائق الغابات في تركيا سببها الإنسان، مشيرًا إلى ارتفاع عدد الحرائق من 1500 حريق سنويًا في التسعينات إلى أكثر من 3800 حريق في عام 2024، مع احتمال اندلاع 100 حريق في يوم واحد خلال ذروة الصيف.
الشرارة الصغيرة قد تُفني آلاف الهكتارات
و أكد تولوناي أن الحرائق تدمر النظام البيئي وتستغرق عشرات السنين لإعادة التشجير. كما تُسبب الحرائق تلوثًا بيئيًا وكوارث طبيعية، وتُضعف قدرة الغابات على مواجهة التغير المناخي.
وقال إن شرارة واحدة من معول حفار في إسبانيا تسببت بإحراق آلاف الهكتارات. لذا شدد على أهمية تجنب أي نشاط يولّد شرارة داخل الغابات أو بالقرب منها.
جهود متزايدة لمكافحة النيران
أعلنت المديرية العامة للغابات عن زيادة كبيرة في معدات الإطفاء:
105 مروحيات
27 طائرة إطفاء
14 طائرة مسيرة (درون)
وتم تعزيز الكادر البشري، لكن التركيز يجب أن يكون أولًا على الوقاية والتوعية المجتمعية، بحسب تولوناي.
"الحرائق العملاقة" تهدد العالم
من جانبه، قال الدكتور مرِح غولطاش، إن أفضل وسيلة لمكافحة الحرائق هي منعها من الأساس. وأوضح توزيع أسباب الحرائق كالتالي:
50% بسبب الإهمال
10% حوادث متعمدة
10% أسباب طبيعية (كالبرق)
30% أسباب مجهولة
وأشار إلى أن تغير المناخ زاد من وتيرة وشدة الحرائق، لافتًا إلى أن 140 ألف هكتار احترقت في عام 2021 فقط، وهو رقم يساوي إجمالي ما كان يحترق خلال 14 سنة.
قوانين صارمة.. ولا عفو عن الجناة
أوضح غولطاش أن حرائق الغابات جريمة غير مشمولة بالعفو العام، وحتى التسبب غير المقصود فيها قد يؤدي إلى عقوبات جنائية.
وأضاف أن فرق الإطفاء تستخدم أحيانًا "نيرانًا مضادة" تحت خطة دقيقة للسيطرة على الحريق، لكن قد يُساء فهمها من قبل المواطنين.
وختم بالإشارة إلى أن 131 ألف متطوع في عموم تركيا تلقوا تدريبًا خاصًا من مديرية الغابات، ويشاركون في عمليات الإطفاء عند الحاجة.