
أسطول الحرية يُبحر: أكثر من 50 سفينة من 44 دولة تجتمع لكسر حصار غزة
في أكبر عمل مدني بحري في التاريخ الحديث، يبحر أسطول "Global Sumud Flotilla" نحو غزة، حاملاً أكثر من 50 سفينة ومسافرين من 44 دولة. هذه المبادرة، التي بدأت من عدة موانئ أوروبية، تعبّر عن رفض عالمي للصمت، وتدعو لحق الشعب الفلسطيني قبلات إنسانية تحطّ على شواطئ غزة المحاصرة.
انطلقت البواخر الأولى من ميناءي برشلونة (31 أغسطس 2025) وجنوة بإيطاليا، في تحرك جماعي صمم لكسر جدار البيروقراطية الدولية والتدخل الإنساني. ومن المقرّر أن ينضمّ أسطول إضافي من الموانئ التونسيّة ومدينة كاتانيا الإيطالية إلى الرحلة، لتشكيل أسطول موّحد بكامل إمكانيته البشرية والمادية قبل الوصول إلى الشواطئ الفلسطينية.
تضمّ القائمة أسماء معروفة عالميًا، مثل غريتا تونبرغ، النشطة البيئية الشهيرة، وسوزان ساراندون، إلى جانب تحالفات مدنية مثل Freedom Flotilla Coalition وGlobal Movement to Gaza، ما يؤكد أن رسالة هذا الأسطول تربط بين الدفاع عن غزة والضغط السياسي بثقل عالمي.
لم تكن الأجواء سهلة، حيث اضطرت خمس سفن إلى العودة إثر مواجهة عواصف عنيفة في البحر، بينما توقّفت الأسطول فنياً في مينوركا للحؤول دون تعرض القوارب للأضرار. ورغم ذلك، تستمر الرحلة بكل ثبات، وسط إحاطة بطائرات دون طيّار أوردت بعض المصادر أن الحرس الإسرائيلي لا يزال يراقب عن كثب تحرّكات الأسطول المدرع بالحق المدني.
الأسطول لا يمثل مجرد محاولة لكسر الحصار البحري فحسب، بل هو حملة عالمية طالبت بإعادة تعريف الإنسانية والدور المدني في مواجهة الكوارث. أكثر من ذلك، فهو يُحرك إدراكًا بأن الجغرافيا السياسية لم تعد الحدود، بل الشعوب التي تستنجد بالعالم.
على المستوى السياسي: الرسائل المتكرّرة حول "عدم قانونية الحصار" تجبر الحكومات على إضافة البوصلة الأخلاقية إلى الحسابات الدبلوماسية.
في المجتمع المدني: هذه الرحلة تعزز روح التضامن بين الشعوب، وتُنبيء بثورة رقمية يجب أن تلتف حول غزة ليس دعمًا إعلاميًا فقط، بل ضغطًا فعليًا نحو تغيير موازين القوة.
أسطول الحرية يُبحر حاملًا صرخة مكتومة لمن لا صوت لهم. هو أشبه بقلعة إنسانية تُظهر أن التضامن الشعبي يُمكن أن يترجم إلى فعل شبّان وشابات من كل بقاع الأرض، يختارون أن يُردّدوا أن غزة تحتاج إلى أكثر من تضامنٍ، بل إلى فعلٍ لا ينتهي عند الشهادة.