
أهالي موغلا يزورون أشجار الزيتون المنقولة علميًا
في خطوة بيئية مبتكرة، قام أهالي منطقة موغلا في مدينة ميلاس بزيارة 151 شجرة زيتون تم نقلها مؤخرًا باستخدام تقنيات علمية متقدمة، وذلك في موقع محطة الطاقة الجديدة. وتهدف هذه المبادرة إلى الحفاظ على الأشجار القديمة وضمان استمرارها للأجيال القادمة، حيث أشاد السكان بالجهود المبذولة لضمان سلامة الأشجار وعدم تعرضها لأي أضرار خلال النقل.
وقد أبدت النساء اهتمامًا خاصًا بالأشجار، وقمن بريّها وتفقد حالتها الصحية بعناية، مؤكدات أن رؤية الأشجار على قيد الحياة بعد النقل منحهم شعورًا بالارتياح والسعادة. وأوضح الأهالي أنهم شاهدوا بأعينهم أن الأشجار لم تتعرض لأي ضرر، وأن العملية تمت وفق معايير دقيقة لضمان حماية جذور الأشجار وفروعها وأوراقها.
وفي تصريح لخبير الزراعة محي الدين كاياباش، أوضح أن الأشجار القديمة تم تقليمها بالكامل، بينما تم تقليم الأشجار الأخرى بنسبة 50% لتحفيزها على الإنتاج بسرعة، وضمان نمو صحي ومتوازن. وأضاف أن التجربة السابقة لنقل الأشجار التي أُجريت قبل شهر كانت ناجحة، مما أعطاهم الثقة للبدء في نقل هذه الـ151 شجرة وزراعتها في الموقع الجديد بعناية فائقة.

وأشار كاياباش إلى أن عدد الأشجار المنقولة سيزداد قريبًا، حيث سيتم زراعة 151 شتلة إضافية ليصل العدد الإجمالي إلى 302 شجرة زيتون في الموقع، مؤكدًا أن هذه الأشجار ستكون إرثًا للأجيال القادمة وستساهم في تعزيز الموارد البيئية والتراثية للمنطقة. كما شدد على أن الهدف من المبادرة ليس فقط الحفاظ على الأشجار، بل تطويرها وزيادة إنتاجيتها لضمان استفادة السكان المحليين والمزارعين منها على المدى الطويل.
وأكد كاياباش أن فريق العمل المخصص للعناية بالأشجار ملتزم بمتابعة كل التفاصيل، بدءًا من الري الدوري والتسميد وحتى مكافحة الآفات، لضمان استمرار صحة الأشجار. وأضاف أن المشروع يعكس التزام السلطات المحلية والمجتمع بالبيئة، ويظهر مدى الاهتمام بالمحافظة على التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي.
من جانبهم، أعرب الأهالي عن دعمهم الكبير للمشروع، مؤكدين أنهم سيستمرون في متابعة عملية الري والعناية بالأشجار لضمان نجاحها واستمرارها، معربين عن فخرهم بالمشاركة في الحفاظ على هذه الأشجار التاريخية. واعتبروا هذه المبادرة نموذجًا للتعاون بين المجتمع المحلي والسلطات في سبيل حماية البيئة وضمان استدامتها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة البيئية تأتي ضمن جهود أوسع للحفاظ على الطبيعة وتعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين، حيث يسعى المشروع إلى تعليم الأجيال الصغرى أهمية حماية الأشجار والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، بما يضمن استمرار التراث البيئي والثقافي للمنطقة بشكل مستدام.