
القرطاسية التركية تغزو السوق السعودي
بدأت شركات القرطاسية التركية في توجيه استراتيجياتها التصديرية نحو السوق السعودية بشكل مكثف بعد ملاحظة الزيادة المتسارعة في الطلب على المستلزمات المدرسية وأدوات الكتابة بالمملكة، والتي تشير التقديرات إلى أن حجمها الإجمالي قد يبلغ أربعة مليارات دولار خلال السنوات المقبلة. وأعلنت جمعية مصنّعي وموردي أدوات الكتابة والقرطاسية في تركيا «توكيد» أن عشرات الشركات التركية شاركت في فعاليات ومعارض تجارية بالرياض ومدن سعودية أخرى لعرض أحدث منتجاتها والتعرّف إلى احتياجات المستهلك المحلي، مؤكدة أن المملكة أصبحت واحدة من أسرع الأسواق نموًا في المنطقة بفضل التوسع في التعليم العام والجامعات والمدارس الخاصة وزيادة أعداد الطلبة مع كل عام دراسي جديد.
وتوضح الجمعية أن القرب الجغرافي والعلاقات التجارية المتنامية بين أنقرة والرياض والانفتاح الاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية كلها عوامل تجعل من السوق السعودية خيارًا استراتيجيًا لتعويض تباطؤ الطلب في بعض الأسواق التقليدية، وأن المنتجات التركية تتميز بالجودة العالية والتنوع الكبير في الأصناف والأسعار بما يسمح لها بمنافسة العلامات العالمية الراسخة. كما يشير مسؤولو «توكيد» إلى أن المشاركة في المعارض تسهم في بناء شبكة واسعة من الوكلاء والموزعين المحليين وضمان حضور مستدام للمنتجات التركية في السوق، إضافة إلى توفير قنوات لتبادل الخبرات ومعرفة أذواق المستهلك السعودي في ما يتعلق بالتصاميم والألوان وأدوات الرسم والقرطاسية المكتبية والمدرسية.

ويرى خبراء الاقتصاد والتجارة الخارجية أن نجاح هذا التوجه سيعزز حصيلة الصادرات التركية ويرفع من مساهمة الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الناتج القومي، في وقت تعمل فيه الحكومة التركية على دعم تلك الصناعات وتشجيعها على دخول أسواق جديدة. ويضيف المحللون أن السوق السعودية تتميز بقاعدة سكانية شابة ونمو في عدد المدارس والمؤسسات التعليمية ما يجعلها سوقًا واعدة طويلة الأمد للقرطاسية، وأن الاستثمار في خدمات ما بعد البيع والتوزيع المحلي سيزيد من فرص نجاح الشركات التركية في ترسيخ حضورها هناك ويضمن استمرار الطلب على منتجاتها طوال العام الدراسي وخارجه.
ويتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة المنافسة بين موردي القرطاسية الدوليين على حصة السوق السعودية، الأمر الذي قد ينعكس إيجابًا على المستهلكين السعوديين من حيث تنوع المنتجات وتحسن مستويات الجودة والأسعار. وفي المقابل، سيتعين على الشركات التركية الالتزام الصارم بالمعايير والاشتراطات السعودية المتعلقة بالسلامة والجودة والتعبئة والتغليف، وهو ما تؤكد «توكيد» أنه أصبح جزءًا أساسيًا من خططها التطويرية. وتشير الجمعية إلى أنها تعمل على تدريب الشركات الأعضاء على استيفاء المتطلبات النظامية السعودية وتكييف منتجاتها بما يتماشى مع أذواق المستهلك المحلي وثقافته الشرائية لضمان استمرارية التصدير ونمو الحصة السوقية التركية في هذا القطاع الحيوي.