تركيا تلغي رسوما أمريكية انتقامية قبل لقاء أردوغان-ترامب

تركيا تلغي رسوما أمريكية انتقامية قبل لقاء أردوغان-ترامب
تركيا تلغي رسوما أمريكية انتقامية قبل لقاء أردوغان-ترامب

تركيا تلغي رسوما أمريكية انتقامية قبل لقاء أردوغان-ترامب

أصدرت تركيا مؤخرًا قرارًا بإلغاء عدد من الرسوم الإضافية التي فرضتها في عام 2018 على واردات من الولايات المتحدة، وهي الخطوة التي تُعد إشارة إلى تحسن مرتقب في العلاقات التجارية بين البلدين. الرسوم التي أُلغيّت تشمل منتجات مثل السيارات الخاصة، الفواكه، الأرز والتبغ. الإعلان جاء قبل اجتماع مرتقب بين الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، حيث يُتوقع أن يتمّ بحث العِلاقات التجارية والمنافع المشتركة.

الرسوم التي تمَّ فرضها في 2018 كانت ردًا على الرسوم الأمريكية التي طُبّقت على واردات التركي من الحديد والفولاذ وألومنيوم خلال فترة حكم ترامب الأولى. تركيا ردّت باتخاذ تدابير انتقامية، لكن الآن، وبعد مفاوضات دبلوماسية متقطعة، قررت الحكومة التركية أن تلغي هذه العبء على المستوردين والمستهلكين المحليين، كخطوة لتقليل التوتر التجاري.

وزارة التجارة التركية قالت في الإعلان إن الإجراءات التي تمّ اتخاذها تعكس التقدم في المفاوضات القائمة مع الولايات المتحدة، كما أنها تأتي ضمن الهدف بزرع الثقة وتخفيف الضغوط على السوق المحلي والتجارة الخارجية. تركيا تريد رفع حجم التبادل التجاري السنوي مع الولايات المتحدة إلى 100 مليار دولار، مقارنة بحوالي 30 مليار دولار سجّلها العام الماضي، وتعتبر هذه الخطوة عنصرًا من عناصر ذلك الهدف.

من الناحية الاقتصادية، إلغاء الرسوم على المنتجات المستوردة يعني خفض تكاليف الاستيراد لتلك السلع من الولايات المتحدة، وهو ما قد ينعكس انخفاضًا في أسعار السيارات المستوردة والفواكه والتبغ وغيرها في الأسواق التركية. المستوردون وأصحاب محلات التجزئة قد يستفيدون من هذا القرار، بينما المستهلكون قد يرون تخفيضات في الأسعار تدريجيًا، ما سيساعد في التخفيف من بعض الضغوط التضخمية التي تواجهها البلاد.

لكن القرار لا يعني إلغاء كل الرسوم أو كل الرسوم الأمريكية المضادة؛ فبعض الرسوم على واردات السيارات من دول لا تربطها بتركيا اتفاقيات تجارة حرة أو الاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة أو تم إعادة تقييمها بدرجات متفاوتة. أيضًا، الحكومة أعلنت أنها فرضت رسوم جمركية بنسبة بين 25٪ و30٪ على استيراد السيارات الخاصة من دول غير الاتحاد الأوروبي أو من دول لا يوجد معها اتفاق تجارة حرة، كجزء من استراتيجية للحماية التجارية وتوفير دخل جمركي.

في الجانب الدبلوماسي، تأتي هذه الخطوة قبيل اجتماع الرئيس أردوغان مع الرئيس ترامب، خلال مشاركة أردوغان في الجمعية العامة للأمم المتحدة. يُتوقع أن تُناقش القضايا التجارية والعسكرية خلال اللقاء، بما في ذلك التعاون في مجال الدفاع، الاستثمارات، وربما العقود الكبرى مثل شراء طائرات أو مشاريع بنية تحتية. هذا القرار يُعتبر من الخطوات التي تمهّد لتعاون أكبر بين البلدين، خصوصًا بعد سلسلة من التوترات التي شابت العلاقات في السنوات الأخيرة. 

إلغاء هذه الرسوم الانتقامية يُمثّل تغييرًا ملموسًا في سياسة التجارة التركية الخارجية، وهو مؤشر على رغبة في تخفيف القيود والعقوبات الاقتصادية التي أثّرت على كل من المستوردين والمستهلكين. كما أنه يُساعد في ضبط الأسعار وتحسين القدرة التنافسية للمنتجات الأمريكية في الأسواق التركية، مما قد يجذب استثمارات أمريكية جديدة، أو يشجع على شراكات تجارية إضافية.

ختامًا، هذا القرار الذي أُعلن مؤخرًا يُعدّ خطوة مهمة نحو تطبيع العلاقات التجارية التركية-الأمريكية، إذ إن إلغاء بعض الرسوم التي كانت تُشكل عائقًا اقتصاديًا يُعطي إشارات واضحة لكلا الجانبين أن هناك رغبة في التعاون، وأن المصالح المشتركة قد تتقدم على الصراعات التجارية، خاصة مع التحديات العالمية والتغيرات في اقتصادات الدول.

مشاركة على: