
تركيا تواجه “سِمَة الغلاء” في السياحة تصريحات من ATSO وحلول مستقبلية
يتصاعد القلق في الأوساط السياحية التركية مع تكوّن انطباع عام بأن تركيا أصبحت بلدًا غاليًا للسياحة، وهو ما أكده يوسف حاجى سليمان، رئيس غرفة التجارة والصناعة في أنطاليا (ATSO)، خلال اجتماع مجلس الغرفة العادي لشهر سبتمبر 2025.
في الاجتماع، الذي عُقد بحضور عدد من أعضاء الغرفة، تمّ تناول عدة مواضيع اقتصادية وسياحية ذات أهمية، من بينها البطالة، وتوقعات البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل، والتغيرات في أسعار الفوائد، والعائدات السياحية الدولية.
أشار حاجى سليمان إلى أن ارتفاع تكلفة الإنتاج أصبح يُترجَم مباشرة إلى القطاع السياحي، مما ساهم في تزايد الشعور بأن ممارسة السياحة في تركيا أصبحت أكثر تكلفة مقارنة بالدول المنافسة.
وأضاف أن من بين التحديات البيروقراطية التي تواجه المشاريع الفندقية «القوانين المتعلقة بالسلامة من الحريق» (yangın uygunluk raporları)، التي يُشترط إنجازها، وإجراءات الرخص والتصاريح المرتبطة بها، وبالذات في الأماكن ذات البُعد التاريخي مثل Kaleiçi.
من جهة الأرقام، قال إن تركيا استقبلت حوالي 60.6 مليون سائح في العام السابق، ما يضعها في مرتبة رابعة عالميًا من حيث عدد الزوار، لكن من ناحية الدخل السياحي فهي في المرتبة السابعة.
كما أشار إلى أن الإنفاق لكل سائح أقل مما هو متوقع مقارنة بالدول المنافسة، رغم أن إجمالي الإيرادات كبير.
في ضوء هذه الملاحظات، تطرّق إلى الحاجة إلى اتخاذ إجراءات تُحوّل الانطباع السائد بأن تركيا بلد “باهظ” إلى صورة أكثر تنافسية، عبر تحسين البيروقراطية، تفعيل القوانين المتعلقة بالبنى التاريخية، تسهيل التراخيص، وتخفيف التكاليف الثانوية على الفنادق والمرافق السياحية.
كذلك، وضع مهلة تنظيمية للامتثال لبعض المعايير اللازمة بحلول 31 ديسمبر 2025، خاصة للمباني التي تحمل صفة خاصة أو تاريخية، لكي لا تواجه مشاكل في الرخص والتراخيص.
هذا الانطباع “تركيا غالية” إذا استمرّ دون معالجة، قد يؤثر على جاذبية الوجهة للسياح من الأسواق التي تبحث عن قيمة مقابل المال، وقد يدفعهم إلى التوجّه لوجهات منافسة تقدم خدمات مماثلة بأسعار أقل.
الخلاصة أن أنطاليا وغيرها من المناطق تعتمد بشدة على السياحة كمكوّن اقتصادي، والفجوة بين ما يقدّمه السوق من خدمات وما يتوقعه السائح من جودة وسعر هي نقطة محورية لا بد من تصحيحها سريعًا، إن أرادت تركيا الحفاظ على تنافسيتها في السوق العالمية.