من استثمار صغير إلى خروج تام من سهم BYD

من استثمار صغير إلى خروج تام من سهم BYD
من استثمار صغير إلى خروج تام من سهم BYD

من استثمار صغير إلى خروج تام من سهم BYD

منذ حوالي 17 عامًا، شرع صندوق الاستثمار الشهير بيركشاير هاثاوي في شراء حصص مبكرة في شركة الطاقة والسيارات الصينية BYD، وكان الرهان حينها على مستقبل التنقل والطاقة الخضراء. واليوم، وبعد نمو هائل تجاوز ‎3890‎٪، قرّر الصندوق البيع النهائي والخروج الكامل من السهم، محققًا أرباحًا ضخمة على مدى العقود. الخبر ينقل لمحة من مسيرة هذا الاستثمار الاستثنائي وتحولاته.

في عام ‎2008‎، اشترت بيركشاير هاثاوي حوالي 230 مليون دولار في BYD، في صفقة مثيرة للجدل آنذاك، معتبرة أنها خطوة جريئة من وارن بافيت بناء على توصية شريكه العريق تشارلي مونجر. وعلى مر السنين، نمت هذه الحصة بشكل مهول، حيث بلغ سعر السهم ارتفاعًا يقارب ‎3890‎٪، مما يعني أن الاستثمار أصبح أكثر من عشرين مرة قيمته الأصلية.

 تجاوز ‎3890‎٪

إلا أن البيركشاير بدأت تدريجيًا في تخفيض حصتها في BYD منذ عام ‎2022‎، عندما ارتفعت قيمة الحصص المملوكة إلى أكثر من 9 مليارات دولار. ووفقًا لتقارير، في النصف الثاني من ذلك العام، تم بيع جزء كبير من الحصة تدريجيًا. بحلول يونيو 2024، أصبحت نسبة ملكية الصندوق في BYD تساوي ‎6.9٪‎ فقط. ومن ثم في عام ‎2025‎، أعلنت بيركشاير أنها تخلّت تمامًا عن باقي حصتها، مسجّلةً أنه تم بيع جميع الأسهم.

وفي أحد التصريحات الرسمية، أكدت بيركشاير أن هذا الخروج ليس بسبب فقدان الثقة في الشركة، بل لأن الاستراتيجية الاستثمارية تتطلّب مراجعة الأوزان في المحفظة، وإعادة توجيه الأموال إلى فرص أخرى تُقدّم عوائد أفضل مستقبلًا.

هذا القرار يُعدّ نقطة فارقة في تاريخ الاستثمار الطويل الأجل، فهو يبيّن أن حتى الاستثمارات الناجحة جدًا ليست محصنة من إعادة التقييم وإدارة المخاطر الاستراتيجية. المستثمرون الذين دخلوا مبكرًا في BYD حقّقوا عوائد هائلة، لكن إدارة الوقت والمخاطرة هي التي تحدد توقيت الخروج.

من الناحية السوقية، يُتوقع أن هذا البيع الضخم قد أحدث بعض الضغوط على سعر السهم في السوق الصيني، خاصة مع تراجع الطلب الخارجي على بعض الأسهم التقنية أو التي تُعتمد على السياسات الحكومية والدعم المالي.

ختامًا، قصة الاستثمار الطويل الذي بدأ بخطوة صغيرة في BYD وانتهى بخروج تام من السهم بعد تحقيق مضاعفات ضخمة في الربح هي مثال على كيف يمكن أن تتحوّل رؤى المستثمرين إلى قصص نجاح تُروى في عالم البورصة، شريطة أن يُعرف المستثمر متى يدخل ومتى يخرج.

مشاركة على: