كم يبلغ الأجر الأدنى في دول الاتحاد الأوروبي؟ أرقام ملفتة وتباينات كبيرة

في خضم الحديث المستمر عن الأجور وتفاوتها بين الدول الأوروبية، يبرز تساؤل مهم: كم يبلغ الأجر الأدنى في دول الاتحاد الأوروبي اليوم؟ وفقًا لإحصائيات Eurostat التي استعرضتها صحيفة Dünya التركية، فإن الأرقام تكشف عن تفاوت واضح في القوة الشرائية ومستوى المعيشة.

في تركيا، يُعلن أن الأجر الأدنى “إجماليًا (brüt)” يصل تقريبًا إلى 26,005 ليرة و50 قرشًا، وهي نقطة مثيرة للنقاش في ظل الضغوط الاقتصادية الداخلية. 

أما في الاتحاد الأوروبي، فالمعطيات تُظهر أن 22 دولة من أصل 27 لديها قانون أجر أدنى محدد. في هذه الدول توجد تفاوتات كبيرة بين الدول التي يدفع فيها الأجر الأدنى أقل من 1000 يورو، وأخرى يتجاوز فيها 1500 يورو بشقٍّ كبير. 

على سبيل المثال، تُعد دول مثل بلغاريا (551 يورو)، والمجر (707 يورو)، ولاتفيا (740 يورو) من الدول التي تدفع في الفئة الأدنى. 
بينما بعض الدول المتقدمة تدفع أجورًا دنيا أعلى بكثير مثل ألمانيا (2161 يورو)، هولندا (2193 يورو)، لوكسمبورغ (2638 يورو) وغيرها. 

أما الدول التي لا تتبنّى قانون أجر أدنى رسمي فهي تعتمد على مفاوضات جماعية بين النقابات وأرباب العمل، كما في الدول الإسكندنافية مثل السويد وفنلندا والدنمارك، أو مثل إيطاليا التي تستخدم نظام المفاوضات القطاعية لتحديد الحد الأدنى الفعلي. 
في هذه النماذج، يتم تحديد الأجور الأدنى بناء على اتفاقيات جماعية بدلاً من حكم حكومي مباشر. 

التفاوت الكبير في الأجور الدنيا بين الدول يعكس الاختلاف في مستويات التنمية، تكلفة المعيشة، السياسات الاجتماعية، وقوة العمل. كما يُظهر الضغط الذي يواجهه العمال في الدول ذات الأجور الأدنى، خصوصًا مع ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء في السنوات الأخيرة.

في النهاية، قراءة هذه الأرقام تساعدنا على فهم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدول الأوروبية، وتُلقي الضوء على أهمية سياسات الأجور، العدالة الاجتماعية، والتوازن بين القدرة الشرائية والتكلفة الحقيقية للعيش.