
ديون الضرائب للأندية الأربعة الكبرى في تركيا تتجاوز 6 مليارات ليرة
أظهرت بيانات اقتصادية جديدة أن الأندية الأربعة الكبرى في تركيا، والمعروفة باسم "Dört Büyükler"، تواجه أزمة مالية خانقة مع تراكم ديونها الضريبية وضمانها الاجتماعي لتتجاوز حاجز 6 مليارات ليرة تركية. وتشمل القائمة أندية فنربخشة، غلطة سراي، بيشكتاش، وترابزون سبور، وهي الأندية الأكثر شعبية وتأثيرًا في الدوري التركي الممتاز.
ووفقًا للتقرير، بلغ إجمالي ديون هذه الأندية للضرائب وهيئة الضمان الاجتماعي (SGK) أكثر من 6,1 مليار ليرة، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الكرة التركية. ويأتي ذلك في وقت تستمر فيه الأندية في تسجيل خسائر مالية سنوية، على الرغم من حصولها على إيرادات كبيرة من حقوق البث التلفزيوني وصفقات الرعاية والانتقالات.
التقرير أشار أيضًا إلى أن العجز المالي ليس مقتصرًا على موسم واحد، بل هو نتيجة تراكم سنوات طويلة من الإدارة المالية غير المنضبطة، والاعتماد المفرط على القروض البنكية، إلى جانب الإنفاق المرتفع على انتقالات اللاعبين ورواتبهم. وقد زادت الأزمة حدة مع تقلبات سعر صرف الليرة التركية وارتفاع معدلات التضخم، مما ضاعف من تكاليف التشغيل وسداد الديون المقومة بالعملات الأجنبية.
خبراء الاقتصاد الرياضي يرون أن استمرار هذا الوضع قد يشكل خطرًا على استدامة الأندية الكبرى، وقد يدفع بعضها إلى إعادة هيكلة مالية شاملة أو الدخول في برامج مراقبة مالية بإشراف الدولة واتحاد الكرة. وأكدت مصادر أن وزارة المالية التركية تدرس آليات لدعم الأندية بشرط التزامها بخطط إصلاح صارمة تشمل تخفيض النفقات وزيادة الشفافية في التقارير المالية.
الجماهير بدورها أعربت عن قلقها من تأثير الأزمة على أداء فرقها في البطولات المحلية والقارية. فالأندية الكبرى غالبًا ما تمثل تركيا في البطولات الأوروبية مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، وأي تراجع في استقرارها المالي قد ينعكس على نتائجها الدولية ويضعف تصنيف تركيا الكروي.
وفي ضوء هذه التطورات، يطالب محللون بإصلاح شامل لسياسات إدارة الأندية الرياضية في تركيا، بما في ذلك إدخال أنظمة رقابة مالية مماثلة لقوانين اللعب المالي النظيف المعتمدة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA)، لضمان استدامة القطاع وعدم ترك المشجعين في مواجهة أزمات مالية تهدد بقاء فرقهم المفضلة.