انطلاقة الدبلوم الرقمي في الجامعات التركية
بدأت الجامعات التركية مرحلة جديدة في نظام الشهادات الأكاديمية، حيث أعلنت «جامعة أناضولو» (Anadolu Üniversitesi) رسمياً عن إطلاق مرحلة «الدبلوم الرقمي»، التي ستغطي خريجي التعليم المفتوح (Açıköğretim) ضمن نظامها.
ووفقاً للخطاب الرسمي الصادر عن الجامعة إلى الجهات الحكومية، فإن هذه الدبلومات الرقمية ستصدر عبر النظام الإلكتروني، ولن يُطلب منها ختم ورقي أو توقيع مبلّل ( «ıslak imza» )، إذ تم اعتماد التحقق من الوثيقة عبر كود QR مرفق معها.
ويُشدد الخطاب على أن هذه الوثائق تحمل نفس الصلاحية القانونية والأكاديمية مثل النسخ التقليدية المطبوعة، مما يجعلها مقبولة لدى جميع الجهات المعنية داخل تركيا وخارجها.
هذا الانتقال إلى النظام الرقمي يأتي في سياق الجهود التي تبذلها الجامعات التركية لتحديث بنيتها التحتية الرقمية، وتقليل الاعتماد على الأوراق، والتسهيل على الخريجين في التعامل مع وثائقهم الأكاديمية. حيث إن الوثائق الرقمية توفر إمكانية التحقق الفوري والمباشر من قبل جهات التوظيف أو التقديم للدراسات العليا، عبر مسح كود QR أو الدخول إلى المسار الإلكتروني المعتمد.
ومن المزايا التي يُنتظر أن تجلبها هذه الخطوة:
تسريع عملية استلام الدبلوم من الجامعة بعد التخرج.
جعل الوثيقة أكثر أماناً ضد التزوير أو الضياع، بفضل التحقق الرقمي المدمج.
تقليل التكاليف الإدارية والورقية على الجامعة والخريجين، وتعزيز الاستدامة البيئية.
تسهيل التقديم على الجهات المحلية والدولية التي تعتمد التحقق الإلكتروني من الوثائق.
بالإضافة إلى ذلك، يرى الخبراء أن هذا التغيير يُعد مؤشّراً على التحول الرقمي الذي تشهده المؤسسات التعليمية في تركيا، والذي يمكن أن يمتد ليشمل مجالات أخرى مثل نسخ السجلات الأكاديمية، الإجراءات الإدارية في الجامعة، وإصدار الشهادات المساندة (مثل شهادات اللغة أو تدريب ما بعد التخرج) بصيغ رقمية أيضاً.
من جهة الخريجين، يُتوقع أن ينالوا فائدتين رئيسيتين: أولاً، حصولهم على دبلوم بسرعة وبدون الانتظار الطويل أو تأخر البريد، وثانياً، سهولة تقديم الوثيقة لأي جهة وظيفية أو أكاديمية سواء داخل تركيا أو في الخارج، عبر رابط تحقق أو QR، ما يقلّل من التعقيدات التقليدية المرتبطة بإرسال النسخ الورقية أو التوثيق الخارجي.
على صعيد الجامعات، يُنظر إلى هذا المشروع كخطوة نحو تعزيز صورة الجامعة من حيث الابتكار والقدرة على مواكبة العصر، خاصة في ضوء المنافسة العالمية بين مؤسسات التعليم العالي. فالانتقال إلى الدبلومات الرقمية يساهم في رفع كفاءة العمليات الإدارية، وتحسين تجربة الخريج، وتقليل الأخطاء الورقية أو التأخيرات.
ومع ذلك، هناك بعض التحديات التي يجب معالجتها لضمان نجاح هذا التحول. من أبرزها:
التأكد من أن كل جهة حكومية أو خاصة تعترف بالشهادة الرقمية بنفس مصداقية النسخة الورقية، وتشمل هذا التعليم العالي داخل تركيا وخارجها.
ضبط منظومة الأمان الرقمي للوثيقة، للحيلولة دون التزوير أو التلاعب، وضمان التكامل مع الأنظمة التقنية الموجودة.
تدريب الموظفين في الجامعات والجهات المستقبلة على التحقق من الوثائق الرقمية واستخدام أدوات التحقق مثل QR أو النظام الإلكتروني.
تمكين الخريجين من الوصول السلس إلى الدبلوم الرقمي، سواء عبر بوابة الجامعة أو عبر البريد الإلكتروني أو تطبيق مخصص إن وُجد.
ضمان استمرار الصلاحية القانونية والتشريعية للدبلومات الرقمية في القوانين التركية واللوائح الجامعية، بحيث لا يبقى الوضع الغامض أو تحتاج كل جهة إلى إذن خاص لقبولها.
في ختام الأمر، يُعد هذا الانتقال إلى «الدبلومات الرقمية» خطوة استراتيجية تُعبّر عن رؤية واسعة نحو التعليم العالي الرقمي والمستدام في تركيا. ومع التطبيق العملي والمراقبة الدقيقة، يُتوقع أن تفتح الجامعات التركية الباب أمام موجة أوسع من التحول الرقمي تشمل كل وثائق التعليم العالي والإجراءات الإدارية.
ومن المنتظر أن تبدأ جامعة أناضولو فوراً تنفيذ القرار، مع إخطار الجهات الحكومية بذلك، وتمهيد الإجراءات التقنية واللوجستية لدفعات الخريجين المقبلة.