التعليم الجامعي في تركيا… إلى ثلاث سنوات فقط؟

التعليم الجامعي في تركيا… إلى ثلاث سنوات فقط؟
التعليم الجامعي في تركيا… إلى ثلاث سنوات فقط؟

التعليم الجامعي في تركيا… إلى ثلاث سنوات فقط؟

في خطوة ذات بُعد تاريخي داخل منظومة التعليم العالي التركية، تتجه أنظار آلاف الطلبة وأسرهم نحو مشروع إصلاحي أعلنته هيئة التعليم العالي، يقضي بتخفيض مدة الدراسة في بعض برامج البكالوريوس من أربع سنوات إلى ثلاث سنوات. وعدٌ يثير التفاؤل لدى كثيرين ويطرح تساؤلات استراتيجية لدى جامعات وشركات وهيئات أكاديمية.

تأتي هذه المبادرة من جانب Yükseköğretim Kurulu (YÖK)، التي أوضحت أن الطلاب المُميّزين والراغبين سيُمنحون خيار إنهاء دراستهم الجامعية في ثلاث سنوات، بشرط استيفاء متطلبات محددة تتعلّق بمستوى الأداء الأكاديمي وحجم اعتماد الساعات المعتمدة والاشتراك في برامج صيفية أو دروس إضافية. 

دوافع التغيير

الأرداف الاقتصادية والاجتماعية للدراسة الجامعية أربع سنوات كانت أبرز المحفّزات لهذا التوجّه. إذ يُنظر إلى تخفيض المدة كوسيلة لتقليل كلفة التعليم الجامعي للطالب والعائلة، وتسريع اندماج الخريجين في سوق العمل، وكذلك لجعل النظام التعليمي أكثر مرونة ومواكبة للممارسات في بعض الدول الأوروبية. 

كيف سيُنفّذ؟

تبسيط محتوى البرامج وتقليص عدد المقرّرات إلزامياً مع تشجيع الخبرة العملية والتطبيق. 

إعادة هيكلة نظام الساعات المعتمدة (AKTS–ECTS) وإتاحة فرصة للطلبة أخذ مواد من سنوات متقدمة أو خلال الصيف. 

تحديد معايير انتقائية: الطالب يجب أن يكون قد حقق حدًا أدنى من المعدل ولا يكون متأخرًا في البرنامج ليتم التأهل للخيار الثلاثي.

ردود فعل الطلبة والأهالي

في لقاءات ميدانية، عبّر عدد من الطلبة عن ارتياحهم للفكرة لكونها تمنحهم “دخولًا أسرع إلى الحياة العملية” وتحسينًا في الميزانية الأسرية. بينما رأى بعض أولياء الأمور أن القرار سيكون “نفَسًا” لعدة أسر تتحمّل أعباء تعليمية ثقيلة. 

التحديات والانتقادات

لكنّ الأصوات النقدية حذّرت من أن التطبيق قد لا يشمل كل التخصصات، لاسيما التي تتطلّب تدريبًا طويل الأمد أو خبرة مهنية معمّقة مثل الطب والهندسة المعمّقة. كما أن تسريع المدة قد يضع ضغوطًا على الطلبة ولا يوفّر الوقت الكافي للبحث العلمي والتعمّق. 

في السياق الأوسع

يُعد هذا التوجه جزءًا من رؤية أكبر لـ YÖK لتجويد التعليم العالي، ودمج منظومة الجامعات أكثر بسوق العمل، وتقوية البنية التحتية الأكاديمية بما يتماشى مع التطلّعات الدولية. 

ما الذي ينتظرنا؟

في المرحلة المقبلة، ستحدد الجامعات المعايير الدقيقة التي تؤهل الطالب للثلاث سنوات، وسيُعلَن جدول زمني لتطبيقها التجريبي في بعض البرامج أولًا. الطلبة المستهدفون هم أولئك الذين يُظهرون أداءً متميّزًا، ويقبلون على برنامج يتطلّب اجتهادًا أعلى وتسريس خطواتهم نحو سوق العمل بشكل أسرع.

مشاركة على: