ارتفاع أسعار المواد الغذائية يرهق ميزانيات الأسر العربية

ارتفاع أسعار المواد الغذائية يرهق ميزانيات الأسر العربية
ارتفاع أسعار المواد الغذائية يرهق ميزانيات الأسر العربية

ارتفاع أسعار المواد الغذائية يرهق ميزانيات الأسر العربية

إسطنبول – نيو ترك بوست

تشهد تركيا منذ بداية خريف 2025 موجة جديدة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، طالت معظم السلع الأساسية في الأسواق، بدءًا من الزيوت والسكر والأرز، مرورًا باللحوم والدواجن، ووصولًا إلى الخضروات والفواكه.
ويؤكد تجار ومستهلكون أن هذه الزيادات جاءت نتيجة ارتفاع تكاليف النقل والطاقة والعمالة، بالإضافة إلى تراجع قيمة الليرة التركية أمام الدولار.


🛒 زيادات متواصلة في الأسعار

بحسب بيانات هيئة الإحصاء التركية (TÜİK)، ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 73% على أساس سنوي حتى نهاية أكتوبر 2025، وهي واحدة من أعلى النسب المسجلة في السنوات الخمس الأخيرة.
وتُظهر البيانات التفصيلية أن:

سعر زيت عباد الشمس ارتفع من 55 إلى 92 ليرة للتر الواحد.

كيلو السكر تجاوز 45 ليرة بعد أن كان 25 فقط.

الأرز المحلي وصل إلى 80 ليرة للكيلوغرام.

وارتفع سعر اللحم الأحمر إلى ما بين 550 و600 ليرة للكيلوغرام في بعض المدن الكبرى.

يقول “حسن.خ”، تاجر مواد غذائية في إسطنبول، لنيو ترك بوست:

“كل أسبوع تقريبًا تردنا تسعيرة جديدة من الموردين. الزبائن أصبحوا يشترون بالكيلوغرامات الصغيرة بدل الكميات الشهرية.”


🧾 الأسباب الاقتصادية وراء الارتفاع

أوضح خبراء الاقتصاد أن موجة الغلاء الحالية ترتبط بعدة عوامل متداخلة، أبرزها:

زيادة أسعار الوقود والنقل الداخلي بعد ارتفاع سعر اللتر إلى 45 ليرة.

الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، خصوصًا بعد ارتفاع تكاليف الشحن البحري.

تراجع قيمة الليرة التركية بنسبة تقارب 20% منذ بداية العام.

تأثيرات مناخية أثرت على إنتاج الحبوب والخضروات في بعض الولايات الزراعية.

ويشير الخبير الاقتصادي “كمال أوزدمير” في حديث لنيو ترك بوست إلى أن “ارتفاع أسعار الغذاء لن يتراجع قريبًا، لأن السوق المحلية ما زالت تتأثر بتقلبات سعر الصرف والتضخم العالمي.”


🍞 تأثير مباشر على الأسر العربية

يشعر كثير من المقيمين العرب في تركيا بالضغط الأكبر في هذه المرحلة، حيث لم تعد الرواتب أو الدخل الشهري تكفي لتغطية النفقات الأساسية.
تقول “سارة.م”، مقيمة فلسطينية في إسطنبول:

“كنا نصرف في السابق 8 آلاف ليرة شهريًا للطعام، والآن تجاوزنا 14 ألفًا، رغم أننا نحاول التوفير قدر الإمكان.”

ويواجه طلاب الجامعات والأسر الصغيرة نفس المعاناة، إذ أصبحت حتى المقاهي والمطاعم ترفع أسعارها شهريًا تقريبًا، ما قلّص قدرتهم على تناول الطعام خارج المنزل.


🌾 تراجع الإقبال على المنتجات المستوردة

نتيجة هذا الغلاء، لوحظ في الأسواق التركية تحول واضح نحو المنتجات المحلية الأرخص، خاصة في فئات الحبوب والزيوت.
بينما تراجعت مبيعات السلع المستوردة التي كانت مفضلة لدى العرب — مثل الأرز البسمتي والزيوت العربية والسمن الحيواني.

ويقول تاجر من أصل لبناني في غازي عنتاب:

“كثير من العرب بدأوا يغيّرون نمط استهلاكهم بالكامل، والطبخ اليومي صار بسيطًا أكثر لتقليل التكاليف.”


📊 توقعات العام المقبل

بحسب محللين اقتصاديين، فإن استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة سيجعل عام 2026 أكثر تحديًا، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات قوية لضبط الأسعار أو دعم الإنتاج الزراعي المحلي.
وتتوقع غرفة التجارة في أنقرة أن الأسعار قد ترتفع بنسبة إضافية تتراوح بين 10 إلى 15% خلال النصف الأول من عام 2026 إذا استمر الوضع الحالي.


🧭 رؤية نيو ترك بوست

ترى نيو ترك بوست أن أزمة أسعار الغذاء في تركيا تمثل تحديًا معيشيًا حقيقيًا للعرب المقيمين، وأن الحل لا يقتصر على الشراء الذكي فقط، بل يشمل التخطيط المسبق للميزانية، والبحث عن أسواق الجملة أو الجمعيات التعاونية التي تقدم خصومات دورية.

وتؤكد الوكالة أنها ستواصل مراقبة مؤشرات الأسعار عبر الولايات التركية، لتقديم تقارير دورية حول تغيرات السوق وتأثيرها على حياة المقيمين العرب.

تتابع نيو ترك بوست مستجدات الوضع الاقتصادي في تركيا لتزويد قرّائها العرب بكل ما يخص الأسعار والمعيشة أولًا بأول.

مشاركة على: