حصاد مبكر في هاتاي... بيع المنتج في الحقول من25 إلى 70 ليرة
في مشهد يعكس التحديات المستمرة في القطاع الزراعي التركي، بدأ المزارعون في منطقة أميك أوفاسي بولاية هاتاي حصاد محصول الخس مبكرًا هذا العام، حيث أظهرت البيانات الميدانية تفاوتًا كبيرًا بين أسعار البيع في الحقول وأسعار التجزئة في الأسواق المحلية.
بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الخس في الحقول نحو 25 ليرة تركية، بينما وصل سعره في محلات الخضروات إلى 70 ليرة تركية، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف سعر البيع الأولي. ويشير المزارعون إلى أن هذا الفارق الكبير ناجم عن ارتفاع تكاليف النقل والعمالة والوساطة بين المنتجين والموزعين.
موسم مبكر وجودة مرتفعة
أوضح المزارع مصطفى قايا، أحد منتجي الخس في المنطقة، أن الموسم الزراعي الحالي بدأ في وقت أبكر من المعتاد بفضل الظروف المناخية الملائمة واعتدال درجات الحرارة خلال فصل الخريف. وأضاف أن جودة المحصول كانت ممتازة هذا العام، إلا أن ارتفاع تكاليف الإنتاج ووسائل النقل قلّص من هامش الربح الذي يحصل عليه المزارع رغم زيادة الأسعار النهائية.
وأكد قايا أن أسعار الأسمدة والوقود ومستلزمات الري شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأشهر الماضية، ما جعل المزارعين في وضع صعب، مطالبًا بضرورة تدخل الجهات الرسمية لتقليل الفجوة بين أسعار البيع في المزرعة والأسواق من خلال ضبط سلاسل التوريد وتقليص حلقات الوساطة.
تكاليف النقل وراء الأزمة
من جانبهم، أوضح تجار الأسواق في هاتاي أن الارتفاع في الأسعار النهائية للمستهلك يعود بالدرجة الأولى إلى زيادة تكاليف النقل والتخزين، مشيرين إلى أن أسعار الوقود المرتفعة ساهمت بشكل مباشر في رفع كلفة توزيع المنتجات الزراعية. كما أشاروا إلى أن بعض أنواع الخس تُنقل إلى مدن أخرى مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير، وهو ما يزيد من التكاليف التشغيلية ويؤدي إلى رفع الأسعار في منافذ البيع النهائية.
تأثير مباشر على المستهلكين
الارتفاع السريع في أسعار الخس أثار ردود فعل لدى المواطنين، حيث يرى الكثيرون أن الأسعار لم تعد تتناسب مع القدرة الشرائية الحالية، خصوصًا مع استمرار ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه الأساسية. وتطالب منظمات المستهلكين بتشديد الرقابة على الأسواق، وتطبيق آليات تسعير أكثر شفافية تضمن توازن الأسعار بين المزارع والمستهلك النهائي.
خلفية زراعية
تُعتبر ولاية هاتاي من أهم المناطق الزراعية في تركيا، بفضل خصوبة أراضيها وموقعها الجغرافي الذي يسمح بإنتاج مبكر للعديد من المحاصيل. وتُعد منطقة أميك أوفاسي مركزًا رئيسيًا لإنتاج الخضروات الطازجة التي تُزوّد الأسواق المحلية والدولية على حد سواء، حيث تسهم بنحو كبير في دعم الاقتصاد الزراعي التركي.
ومع استمرار التحديات في سلسلة الإمداد وارتفاع تكاليف الإنتاج، يرى الخبراء أن الحل يكمن في تطوير منظومات النقل والتسويق، وتعزيز التعاونيات الزراعية التي تقلل من اعتماد المزارعين على الوسطاء وتمنحهم تسعيرًا أكثر عدالة.