تركيا تحدد موعد إطلاق أول قطار سريع وطني
تواصل تركيا خطواتها نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال النقل والتكنولوجيا، حيث أعلنت مؤخرًا عن تحديد عام 2026 موعدًا مبدئيًا لإطلاق أول قطار سريع وطني الصنع، في إطار خطة الدولة لتعزيز الصناعات المحلية وتحقيق نقلة نوعية في قطاع السكك الحديدية.
ووفق ما أوردته صحيفة حرييت عبر موقعها الاقتصادي فإن مشروع القطار السريع يُنفذ بإشراف شركة توراساش (TÜRASAŞ) التابعة لوزارة النقل والبنية التحتية، وبمشاركة عدد من الشركات الوطنية المتخصصة في الصناعات الميكانيكية والإلكترونية. ويهدف المشروع إلى تصنيع قطار سريع تصل سرعته إلى 225 كيلومترًا في الساعة، باستخدام مكونات وتقنيات محلية بالكامل تقريبًا.
وأشارت المصادر الرسمية إلى أن مراحل التصنيع والتجميع تجري في منشآت شركة توراساش بمدينة سكاريا، حيث اكتملت أعمال التصميم والهندسة، بينما تُجرى حاليًا الاختبارات الفنية على النماذج الأولية للقطار. ومن المتوقع، إذا سارت الخطة وفق الجدول الزمني، أن يتم التشغيل التجريبي خلال عام 2026، تمهيدًا لتسيير أولى الرحلات الرسمية في نهاية العام نفسه.
ومع ذلك، أكدت تقارير صحفية أن موعد الإطلاق قد يتغير تبعًا للتطورات التقنية والاختبارات الميدانية، إذ يُعد المشروع من أضخم مشاريع النقل في تاريخ تركيا الحديث، ويتطلب تنسيقًا بين عدد كبير من المؤسسات الصناعية والهندسية.
وبحسب المعلومات المتاحة، فإن القطار الوطني السريع سيضم أحدث أنظمة السلامة والتحكم الإلكتروني، إضافة إلى تصميم داخلي مريح يعتمد على معايير الجودة الأوروبية. كما سيُستخدم في البداية على الخطوط الحيوية مثل أنقرة–إسطنبول وأنقرة–إزمير، قبل توسيع التشغيل إلى مدن أخرى.
ويُذكر أن تركيا كانت قد نجحت عام 2023 في إنتاج أول قطار كهربائي محلي، دخل الخدمة بين المدن الكبرى، ما شكّل خطوة تمهيدية لهذا المشروع الأضخم. ويرى محللون أن مشروع القطار السريع يمثل مرحلة متقدمة من خطط الدولة لتوطين صناعة النقل العام وتحقيق الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا الثقيلة.
وأوضحت وزارة النقل والبنية التحتية أن هذا الإنجاز يعكس قوة الصناعة التركية وقدرتها على إنتاج تقنيات حديثة بأيدٍ محلية، مؤكدة أن المشروع سيُسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وخلق فرص عمل جديدة في قطاعي التكنولوجيا والنقل.
من جانب آخر، يرى بعض الخبراء أن نجاح المشروع يعتمد على استقرار التمويل واستكمال الاختبارات التقنية في المواعيد المحددة، مشيرين إلى أن التجارب السابقة للمشاريع الكبرى تُظهر أن مثل هذه المبادرات قد تواجه تأجيلات بسيطة لأسباب فنية أو لوجستية.
ورغم ذلك، يبقى المشروع علامة فارقة في مسيرة تركيا نحو تحقيق استقلالها الصناعي والتكنولوجي، وخطوة جديدة في طريقها لتصبح مركزًا إقليميًا في صناعة القطارات السريعة وتقنيات النقل المتقدمة.