مجلس التعليم التركي يكشف إحصاءات التعليم العالي

مجلس التعليم التركي يكشف إحصاءات التعليم العالي
مجلس التعليم التركي يكشف إحصاءات التعليم العالي

مجلس التعليم التركي يكشف إحصاءات التعليم العالي

أعلن مجلس التعليم العالي التركي (YÖK)، في بيان رسمي نُشر عبر موقعه الإلكتروني، عن أحدث إحصاءات التعليم العالي في البلاد، كاشفًا عن أرقام تعكس النمو المتواصل في أعداد الطلاب والأكاديميين داخل الجامعات التركية الحكومية والخاصة على حد سواء.

ووفقًا للبيان الصادر عن المجلس، بلغ إجمالي عدد طلاب التعليم العالي في تركيا 6 ملايين و715 ألفًا و761 طالبًا خلال العام الدراسي الحالي، بينما بلغ عدد الأكاديميين 186 ألفًا و942 عضو هيئة تدريس، ما يعكس اتساع قاعدة التعليم العالي وتزايد الإقبال المحلي والدولي على الجامعات التركية.

🔹 زيادة في أعداد الطلاب الجامعيين

تُظهر البيانات الرسمية أن أعداد الطلاب ارتفعت مقارنة بالأعوام السابقة، مدفوعة بتوسع الجامعات الحكومية واستحداث برامج دراسات جديدة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والعلوم التطبيقية. كما أشار المجلس إلى أن الجامعات التركية باتت وجهة مفضلة للطلاب الأجانب، إذ تجاوز عددهم هذا العام 350 ألف طالب من أكثر من 180 دولة.

وأوضح البيان أن سياسة التعليم العالي الجديدة التي اعتمدها المجلس خلال السنوات الأخيرة، ركّزت على التوازن بين الكمّ والنوع، أي زيادة عدد المقاعد الدراسية مع الحفاظ على جودة التعليم الأكاديمي والبحث العلمي.

🔹 تطور في الهيئات الأكاديمية والبحثية

أما على صعيد الكادر الأكاديمي، فقد سجّل العام الحالي زيادة في أعداد الأساتذة المساعدين والمحاضرين والباحثين، مع ارتفاع إجمالي الأكاديميين إلى نحو 187 ألفًا، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الجامعات التركية.

وأشار التقرير إلى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة توسيع برامج الدراسات العليا وتوفير دعم حكومي للباحثين الشباب من خلال منح بحثية ومشاريع تطويرية بالتعاون مع مؤسسات علمية دولية.

🔹 تركّز النمو في الجامعات الكبرى

تبيّن الإحصاءات أن الجامعات الواقعة في مدن مثل إسطنبول، أنقرة، وإزمير تستحوذ على النصيب الأكبر من أعداد الطلاب والأكاديميين، تليها جامعات الأناضول وغازي ومرمرة. كما يشير التقرير إلى أن جامعة إسطنبول وحدها تضم أكثر من 150 ألف طالب، لتكون بذلك أكبر جامعة من حيث عدد المنتسبين.

من جهة أخرى، نمت الجامعات الخاصة أو “الوقفية” بنسبة 12٪ مقارنة بالعام السابق، حيث تجاوز عدد طلابها 1.3 مليون طالب، في حين سجّلت الجامعات الحكومية حوالي 5.4 ملايين طالب.

🔹 التعليم المفتوح والتعليم عن بُعد

أحد أبرز مؤشرات التقرير كان النمو الكبير في برامج التعليم المفتوح والتعليم الإلكتروني، إذ بلغ عدد الطلاب المنتسبين لهذا النظام أكثر من 3 ملايين طالب، أي ما يقارب نصف عدد طلاب التعليم العالي في البلاد.

ويأتي هذا التطور في إطار التحول الرقمي الذي تشهده الجامعات التركية بعد جائحة كورونا، حيث تم دمج أدوات التعليم الذكي والتقنيات الحديثة في العملية التعليمية.

🔹 تمكين المرأة في التعليم العالي

وفيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، أكد مجلس التعليم العالي أن نسبة الطالبات في الجامعات التركية وصلت إلى 49.3٪ من إجمالي عدد الطلاب، ما يعكس التحسن الكبير في تمثيل المرأة بالمجال الأكاديمي.

كما أشار المجلس إلى أن أكثر من 45٪ من أعضاء هيئة التدريس من النساء، وهو رقم يُعدّ من أعلى المعدلات على مستوى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

🔹 التعليم العالي كمحرّك للنمو الوطني

اعتبر مجلس التعليم العالي أن توسّع قاعدة التعليم العالي لا يقتصر على كونه إنجازًا أكاديميًا، بل يمثل ركيزة أساسية في رؤية تركيا 2053 التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة.

وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس البروفيسور إحسان صرماز (İhsan Sırmaz):

"الجامعات التركية اليوم ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل محركات للتنمية الوطنية والإبداع العلمي، ومنصات تعاون دولي تربط تركيا بالعالم."

وأكد أن المجلس يعمل على تطوير برامج تبادل أكاديمي دولية جديدة مع أوروبا وآسيا وإفريقيا، ضمن مبادرة "جسر الجامعات التركية"، لتعزيز موقع البلاد كمركز تعليمي إقليمي.

🔹 دعم البحث العلمي والابتكار

البيان أشار أيضًا إلى زيادة في ميزانيات البحث العلمي التي خصصتها الجامعات، حيث ارتفعت بنسبة 15٪ خلال العام الجاري، ما ساهم في زيادة عدد براءات الاختراع المسجلة باسم الجامعات التركية.

وتهدف الخطة الحكومية إلى رفع نسبة الإنفاق على البحث والتطوير (R&D) إلى 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

🔹 الجامعات التركية في التصنيفات العالمية

تطرّق التقرير إلى تقدم ملحوظ للجامعات التركية في التصنيفات الدولية؛ فقد دخلت 12 جامعة تركية ضمن قائمة أفضل 1000 جامعة في العالم وفق تصنيف Times Higher Education 2025.

واحتلت جامعة الشرق الأوسط التقنية وجامعة إسطنبول التقنية مراتب متقدمة في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والفيزياء التطبيقية.

🔹 الجامعات والطلاب الأجانب

أكد مجلس التعليم العالي أن سياسة “الدبلوماسية الأكاديمية” التي تتبعها تركيا حققت نجاحًا لافتًا، إذ ارتفع عدد الطلاب الأجانب بنسبة 8٪ عن العام الماضي، لتصبح تركيا ضمن أكبر 10 دول جاذبة للطلاب الدوليين عالميًا.

ويُتوقع أن يتجاوز عدد الطلاب الأجانب المليون طالب بحلول عام 2030، مع توسّع المنح الدراسية التركية وبرامج التبادل الثقافي.

🔹 التحديات المستقبلية

رغم الإيجابيات، أشار التقرير إلى بعض التحديات، أبرزها الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتوزيع الفرص التعليمية بشكل أكثر توازنًا بين المدن الكبرى والولايات الداخلية.

وشدد المجلس على ضرورة تحسين مهارات اللغة الإنجليزية والمهارات الرقمية للطلاب والخريجين لتلبية متطلبات سوق العمل العالمي.
🔹الخلاصه

تعكس هذه الأرقام ديناميكية النظام التعليمي التركي واستراتيجيته طويلة المدى لتوسيع نطاق التعليم العالي ورفع جودة مخرجاته.
فبينما تتجه تركيا نحو التحوّل إلى مركز إقليمي للتعليم والبحث العلمي، يبدو أن جهود مجلس التعليم العالي تؤتي ثمارها في بناء جيل أكاديمي مؤهل يدعم طموحات البلاد الاقتصادية والعلمية.

مشاركة على: