كوريا الجنوبية توقف جميع الرحلات الجوية أثناء امتحان الدخول للجامعة
في خطوة استثنائية تهدف إلى ضمان بيئة هادئة ومناسبة للطلبة المشاركين في امتحان القبول الجامعي السنوي، أعلنت كوريا الجنوبية أنّها ستُوقف جميع الرحلات الجوية من وإلى أراضيها لمدة 35 دقيقة خلال أداء قسم الاستماع باللغة الإنجليزية في امتحان «CSAT».
القرار صُدر عن وزارة النقل الكورية الجنوبية التي أرجعت الإجراء إلى الرغبة في تقليل التداخل الصوتي وضوضاء الطائرات وتأثيرها على تركيز الطلبة أثناء هذا الامتحان الحاسم.
تفاصيل القرار
بحسب وكالة الأنباء الكورية (يونهاب)، سيتوقف كل هبوط وإقلاع الطائرات، بدءًا من الساعة 13:05 وحتى 13:40 بالتوقيت المحلي، وهي الفترة التي تخص قسم الاستماع في الامتحان.
أشارت الوزارة إلى أن حوالي 140 رحلة جوية قد تأثرت بهذا القرار وتم إعادة جدولتها مسبقاً. كما أوضحت أن الطائرات المُقامة في الجو خلال تلك الفترة سيُطلب منها الارتفاع إلى ما لا يقلّ عن 3 كيلومترات لضمان ألا تصل الضوضاء إلى غرف الامتحان.
خلفيات وأهمية
يُعد امتحان CSAT أحد أكثر الامتحانات حرماً وتنافساً في كوريا الجنوبية، حيث يشارك فيه مئات الآلاف من الطلبة سنوياً ويتوقّف عليه مسارهم الجامعي والمستقبلي. وبهذا القرار يُعطي البلد مثالاً على مدى الجدية في التعامل مع بيئة الامتحان.
من الناحية المجتمعية، يُظهِر هذا الإجراء كيف أن الحكومة تُقدِّم الأولوية للتعليم والتركيز العلمي، حتى لو تطلّب الأمر إجراءات لوجستية غير مسبوقة – مثل “إسكات السماء” مؤقتاً.
تأثيرات وتبعات
على شركات الطيران والمطارات: إعادة جدولة لحوالي 140 رحلة، وتنسيق مكثف مع مراقبة الحركة الجوية لضمان التنفيذ الدقيق.
على الطلبة وأولياء الأمور: تعزيز الثقة ببيئة امتحان أكثر عدالة وأقل تشويشاً، ما قد يساهم في نتائج أفضل.
على السياسات التعليمية: يعكس توجه الحكومات نحو توفير الظروف المثلى للمتقدمين للجامعات، ويُحتمل أن يُحتذى بهذا النموذج في دول أخرى.
على السفر والخدمات المرتبطة: قد يشعر بعض المسافرين بتأخيرات قصيرة ضمن هذا النطاق الزمني، لكن السلطات أكّدت أن التأثير محدود ومُعلَن مسبقاً.
خاتمة
بهذا الإجراء، تثبت كوريا الجنوبية أنها ليست مُهتمّة فقط بنتائج الامتحانات، بل أيضاً بظروفها. إن “حظر” الطائرات في السماء لحسن سير ساعة امتحان واحدة يُعدّ اختياراً فريداً يعكس أهمية هذا اليوم في التقويم الأكاديمي الكوري.
من جهة أخرى، يطرح السؤال: هل يمكن أن تنتشر مثل هذه الخطوة في دول أخرى تؤدي فيها الضوضاء الجوية أو الحضرية إلى تشتيت انتباه الطلبة؟ الأيام المقبلة قد تكشف إن كان هذا الإجراء سيكون نقطة انطلاق لنماذج تعليمية واجتماعية جديدة.