الصين توقف استيراد الصويا الأمريكية للمرة الثانية

الصين توقف استيراد الصويا الأمريكية للمرة الثانية
الصين توقف استيراد الصويا الأمريكية للمرة الثانية

الصين توقف استيراد الصويا الأمريكية للمرة الثانية

أعلنت تقارير رسمية أن الصين لم تستورد أي صويا من الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية على التوالي خلال شهر أكتوبر 2025، وفق بيانات الجمارك الصينية. هذا القرار يأتي في إطار سياسات بكين لتقليل الاعتماد على الصويا الأمريكية، مع تعزيز وارداتها من دول أمريكا الجنوبية التي توفر الصويا بأسعار تنافسية ومخاطر أقل على سلسلة الإمداد.

قبل هذه الفترة، كان الاستيراد الأمريكي للصويا يمثل جزءًا مهمًا من واردات الصين السنوية، لكن في أكتوبر الجاري انخفض هذا الاستيراد إلى صفر طن مقارنة بحوالي 541 ألف طن في نفس الشهر من العام الماضي.

في المقابل، شهدت واردات الصين من الصويا القادمة من دول أمريكا الجنوبية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أرسلت البرازيل نحو 7.12 مليون طن من الصويا، بزيادة 28.8٪ مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، لتشكل حوالي 75٪ من إجمالي واردات الصين. كما ارتفعت واردات الأرجنتين بنسبة 15.4٪ لتصل إلى 1.57 مليون طن، بينما استقرت واردات أوروجواي عند مستويات منخفضة نسبيًا.

يُعزى هذا التحول إلى عدة عوامل رئيسية:

  1. رسوم جمركية مرتفعة على الصويا الأمريكية: فرضت الصين رسوماً كبيرة على واردات الصويا من الولايات المتحدة، مما جعل أسعارها غير منافسة مقارنة بالصويا القادمة من البرازيل والأرجنتين، وهي دول تتميز بتكلفة إنتاج منخفضة ومخاطر أقل.
  2. نفاد مخزون الصويا الأمريكية من المواسم السابقة: مخزون الصويا الأمريكية للعام الماضي تراجع بشكل كبير، وهو ما قلل من قدرة الموردين الأمريكيين على تلبية الطلب الصيني الكبير.
  3. إعادة تراخيص محدودة للشركات الأمريكية: أعلنت الصين إعادة تراخيص الاستيراد لبعض الشركات الأمريكية الكبرى مثل CHS وLouis Dreyfus وEGT، بدءًا من نوفمبر 2025، لكنها أبقت على الرسوم المرتفعة، مما يجعل الواردات الأمريكية أقل جاذبية.
  4. سياسات استراتيجية لضمان الإمدادات: تهدف بكين من خلال هذه الإجراءات إلى ضمان استقرار الإمدادات من مصادر متنوعة، وتخفيف المخاطر المرتبطة بالاعتماد على مصدر واحد مثل الولايات المتحدة، وهو ما يعكس استراتيجية طويلة الأمد لتأمين الأمن الغذائي للصين.

تأثير هذا القرار على السوق العالمي للصويا كبير، حيث أدى إلى ارتفاع الطلب على الصويا البرازيلية والأرجنتينية، ما أدى بدوره إلى زيادة الأسعار العالمية للصويا وتحريك سوق العقود الآجلة في بورصات البضائع الزراعية الدولية.

من جانب آخر، أثرت هذه القيود بشكل مباشر على المصدرين الأمريكيين، حيث فقدوا أكبر مشترٍ للصويا على مستوى العالم مؤقتًا، ما اضطر بعض الشركات لإعادة توجيه صادراتها إلى أسواق أخرى أو تخزين منتجاتها لحين تحسن شروط السوق.

كما يؤثر القرار على شركات النقل والشحن الدولي، حيث أدى انخفاض الواردات الأمريكية إلى انخفاض حجم الشحنات، ما ينعكس على أرباح شركات الكارجو واللوجستيات المتخصصة في شحن البضائع الزراعية بين القارتين.

على المستوى المحلي للصين، تشير التقارير إلى أن هذه التعديلات قد تدعم الصناعات المحلية في قطاع الزراعة، إذ توفر فرصًا أكبر للمزارعين الصينيين لتغطية جزء من الطلب الداخلي على الصويا. ومع ذلك، قد تواجه الصين تحديات في تأمين توازن بين الأسعار المحلية وضمان جودة الإمدادات.

التوقعات المستقبلية

من المتوقع أن تستمر الصين في تقليل الاعتماد على الصويا الأمريكية في الأشهر القادمة، مع زيادة التركيز على أمريكا الجنوبية كأهم مصدر.

قد يشهد السوق العالمي ارتفاعًا مستمرًا في أسعار الصويا بسبب زيادة الطلب على البرازيل والأرجنتين.

المصدرون الأمريكيون قد يبحثون عن أسواق بديلة في آسيا وأوروبا لتعويض انخفاض الطلب الصيني.

سيظل قطاع النقل والشحن الدولي الزراعي متأثرًا بالتغيرات، مع احتمال زيادة تكاليف الشحن نتيجة التحولات في مسارات التوريد.

هذا التحول يعكس مدى تأثير السياسات التجارية والجمركية على التجارة الدولية، ويبرز أهمية الاستراتيجيات المتوازنة لتقليل المخاطر وتحقيق الأمن الغذائي العالمي.

مشاركة على: