حملة إشاعات جديدة تستهدف ضرب اقتصاد السياحة الغذائية
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة موجة مكثفة من الإشاعات التي تستهدف بشكل مباشر قطاع المطاعم والسياحة الغذائية في تركيا، وسط محاولات منظمة لنشر أخبار غير مؤكدة حول حالات تسمم غذائي واتهام منشآت سياحية دون أدلة رسمية.
ويُعد قطاع المطاعم أحد أعمدة السياحة في البلاد، إذ يجذب ملايين الزوار سنويًا ويساهم في تشغيل مئات الآلاف من العاملين. لكن هذه الإشاعات المتتابعة باتت تُشكل — بحسب خبراء — ضربة موجهة لا تستهدف منشأة بعينها، بل تسعى لضرب الثقة في اقتصاد كامل يقوم على الضيافة وجودة الطعام والخدمة.
حملات منظمة ومعلومات بلا مصادر
وبالرغم من انتشار الأنباء عبر منصات التواصل، تؤكد مصادر نيو ترك بوست أن معظم هذه المنشورات تفتقر لأي بيان رسمي، كما أنها تتكرر مباشرة بعد كل موسم سياحي ناجح، ما يثير الشكوك حول كونها حملات ممنهجة تهدف إلى التأثير على سمعة القطاع.
وتشير مصادر داخل قطاع السياحة إلى أن إثارة الذعر حول “تسمم غذائي جماعي” دون أدلة، يؤدي إلى تراجع الحركة السياحية والامتناع عن الحجز في المطاعم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على آلاف الأسر العاملة في هذا المجال.
الضرر الاقتصادي يتجاوز حدود المطاعم
ويؤكد اقتصاديون أن الإضرار بسمعة المطاعم في تركيا يعني عمليًا الإضرار بعدة قطاعات مرتبطة، مثل:
السياحة الداخلية والخارجية
موردي الطعام والزراعة
قطاع التوصيل والتجارة الإلكترونية
الشركات الصغيرة المرتبطة بسلاسل الإمداد
وأي تراجع في ثقة الجمهور ينعكس مباشرة على الدخل القومي وعائدات السياحة.
دعوة إلى التحقق والاعتماد على البيانات الرسمية
تؤكد نيو ترك بوست أنه حتى الآن لم تُصدر أي جهة رسمية بيانًا يربط منشأة معينة بحالات تسمم غذائي مؤكدة، ما يجعل الاعتماد على الإشاعات أمرًا خطيرًا يجب الحذر منه.
كما تدعو الوكالة الجمهور إلى التحلي بالمسؤولية وعدم مشاركة الأخبار غير المؤكدة، حفاظًا على سمعة قطاع غذائي وسياحي يشكل أحد أهم مصادر الدخل في تركيا.
المطاعم التركية: معايير صارمة ورقابة دائمة
وتلتزم أغلب المطاعم في تركيا بإجراءات صحية مشددة ورقابة دورية، تشمل:
فحوصات دورية للموظفين
متابعة شروط التخزين والتحضير
التزام بمعايير وزارة الصحة والبلديات
مراقبة جودة المنتجات عبر سلاسل إمداد معتمدة
وتشير بيانات سابقة إلى أن نسبة المخالفات الفعلية في القطاع أقل بكثير مما يُشاع عبر الإنترنت.
خاتمة
تؤكد نيو ترك بوست أن الاقتصاد السياحي والغذائي جزء لا يتجزأ من صورة تركيا عالميًا، وأن ضرب هذه الصورة عبر الشائعات يُعد استهدافًا مباشرًا للقطاع الأكثر نموًا خلال السنوات الماضية.
وتتابع الوكالة القضية عن قرب، وستنشر أي بيانات رسمية فور صدورها.