خدمات البلديات في أنقرة وإسطنبول مع دخول الشتاء
مع بداية فصل الشتاء وبدء انخفاض درجات الحرارة في مختلف المدن التركية، ترفع البلديات مستوى جاهزيتها إلى الدرجة القصوى، خصوصًا في أنقرة وإسطنبول، لضمان تقديم خدمات مستمرة تحافظ على سلامة السكان وتخفف من تأثير الظروف الجوية القاسية. وتشمل خطط الشتاء سلسلة متكاملة من الإجراءات الوقائية والخدمية التي يتم تفعيلها على مدار الساعة، بهدف التعامل مع الثلوج والأمطار والانجماد وتحديات الحركة المرورية.
أولًا: استعدادات ما قبل الشتاء وصيانة البنية التحتية
قبل دخول الموجات الباردة، تبدأ البلديات في تنفيذ برامج صيانة واسعة، تشمل تنظيف شبكات تصريف مياه الأمطار والبالوعات في الشوارع الرئيسية والفرعية، إلى جانب فحص الأنفاق والجسور وممرات المشاة المتصلة بالطرق الحيوية.
وتستهدف هذه الخطوات ضمان قدرة شبكات الصرف على استيعاب كميات كبيرة من المياه، خاصة في إسطنبول التي تتعرض للأمطار الغزيرة خلال فصول الشتاء. كما تقوم البلديات بفحص إشارات المرور وأعمدة الإنارة لتجنب أي أعطال قد تسبب ضعفًا في الرؤية خلال العواصف.
ثانيًا: خدمات إزالة الثلوج ومكافحة الانجماد في أنقرة
تُعد أنقرة من أكثر المدن التركية تأثرًا بالثلوج نظرًا لارتفاعها وطبيعتها الجغرافية، ولذلك تخصص بلدياتها مئات الآليات الثقيلة لمواجهة الظروف القاسية.
وتنتشر الجرافات، وشاحنات الملح، وآليات رش المواد المذابة للجليد في الطرقات والميادين الرئيسية منذ الساعات الأولى من تساقط الثلوج.
كما تُنشَر فرق الطوارئ في النقاط المرتفعة والمناطق الجبلية التي يكثر فيها الانجماد، لتأمين طرق المدارس والمستشفيات ومراكز الخدمات العامة.
وتُنفَّذ عمليات رش الملح على الأرصفة والسلالم العامة لتقليل خطر الانزلاق، مع توفير مسارات آمنة للمشاة في المناطق المزدحمة مثل كزلاي وأولوس.
ثالثًا: مواجهة الأمطار والسيول في إسطنبول
في إسطنبول، تتركز جهود البلديات على الحد من تأثير الأمطار الغزيرة والسيول التي قد تحدث في مناطق معروفة بانحدار تضاريسها.
وتعمل الفرق المختصة على فحص نقاط تجمع المياه في الأنفاق، ومضخات سحب المياه في المعابر الأرضية، إضافة إلى وضع فرق طوارئ في المناطق الحساسة مثل باشاك شهير، أسنيورت، وحتى بعض مناطق كارتال والفاتح.
كما تُستخدم مركبات شفط المياه المتنقلة للتدخل السريع في ساعات الذروة، خصوصًا مع ارتفاع احتمالات تجمع المياه خلال فترات المطر المتواصل.
رابعًا: مراكز الإيواء وحماية الفئات الأكثر تضررًا
من أهم الخدمات الشتوية التي تقدّمها البلديات نظام مراكز الإيواء المؤقتة، والتي تُفتح لاستقبال المشردين أو المواطنين الذين لا يمتلكون مأوى آمنًا خلال موجات البرد القارس.
وتوفر هذه المراكز:
وجبات ساخنة على مدار اليوم
بطانيات وملابس شتوية
خدمات طبية أولية
أماكن مبيت آمنة ومجهزة للتدفئة
كما تسير البلديات فرقًا متنقلة ليلًا للبحث عن الأشخاص الذين قد يتعرضون لخطر انخفاض الحرارة، وتنقلهم إلى المراكز فورًا.
خامسًا: خدمات النقل العام والتوجيهات للسائقين
تحرص البلديات على تسيير خطوط النقل العام بشكل منتظم خلال الظروف الجوية السيئة.
ويتم تجهيز الحافلات بوسائل أمان إضافية وتفعيل أنظمة التدفئة الداخلية لضمان راحة الركاب.
كما يتم إصدار تحذيرات للسائقين عبر التطبيقات الرسمية بضرورة استخدام الإطارات الشتوية، وهو إجراء إلزامي في العديد من القطاعات.
وتقوم مراكز التحكم المروري بمراقبة الكثافة المرورية وإعادة توجيه السيارات عند إغلاق بعض الطرق بسبب الثلوج أو الأمطار.
سادسًا: الإرشادات العامة والتنبيهات الرسمية للمواطنين
تعتمد البلديات على منصاتها الرقمية لإرسال التنبيهات المتعلقة بحالة الطقس، وإبلاغ السكان بأي إغلاق محتمل للطرق أو تعطّل في بعض الخدمات.
وتحذّر البلديات بشكل دوري من خطر الانزلاق، وتدعو المواطنين إلى تجنب استخدام المركبات الخاصة خلال فترات تساقط الثلوج الشديدة، والاعتماد على النقل العام قدر الإمكان.
كما توفر خطوط اتصال مخصصة لاستقبال البلاغات المتعلقة بتجمعات المياه، الأعطال، أو الحاجة إلى تدخل فرق الطوارئ.
تشكل الخدمات الشتوية في تركيا، وخصوصًا في أنقرة وإسطنبول، منظومة حماية متكاملة تبدأ من صيانة البنية التحتية، مرورًا بإزالة الثلوج ومكافحة السيول، وصولًا إلى مراكز الإيواء والدعم الإنساني.
وتهدف هذه الخطط المتكاملة إلى ضمان شتاء آمن، وتقليل تأثير الظروف الجوية على الحياة اليومية، وتوفير بيئة مستقرة للمواطنين خلال أشهر البرد القاسية.