زلزال بقوة 4.9 يضرب أنطاليا… ولا أضرار حتى الآن

زلزال بقوة 4.9 يضرب أنطاليا… ولا أضرار حتى الآن
زلزال بقوة 4.9 يضرب أنطاليا… ولا أضرار حتى الآن

زلزال بقوة 4.9 يضرب أنطاليا… ولا أضرار حتى الآن

شهدت ولاية أنطاليا جنوب غربي تركيا ظهر اليوم حالة من القلق بين السكان، عقب وقوع زلزال بقوة 4.9 درجات على مقياس ريختر في منطقة سيريك (Serik)، بحسب ما أعلنته إدارة الكوارث والطوارئ التركية AFAD. وتزامن الإعلان مع تأكيدات من عدة مصادر إعلامية تركية، من بينها TRT Haber ووكالة الأناضول وEkonomim وصحف محلية، حول عدم تسجيل خسائر بشرية أو مادية حتى اللحظة، في ظل استمرار تقييم الوضع من قبل الفرق المختصة.

وقالت AFAD في بيانها إن الزلزال وقع عند الساعة 13:21:35 بتوقيت تركيا، وعلى عمق 28.25 كيلومترًا تحت سطح الأرض، وهو ما قلل من تأثيره على المباني السكنية في المنطقة. ووفق بيانات الإدارة، وقع الزلزال عند خط العرض 37.1544 شمالًا وخط الطول 30.8555 شرقًا، في منطقة سيريك التي تُعد من أكثر المناطق الحضرية ازدحامًا في ولاية أنطاليا.

وشعر سكان مركز أنطاليا وعدد من الأقضية المجاورة بالهزة بشكل ملحوظ، إذ نقلت مصادر محلية أن الاهتزاز استمر لعدة ثوانٍ، ما دفع عددًا من المواطنين إلى مغادرة المباني احترازيًا، قبل أن تتأكد لاحقًا عدم وجود أي مخاطر إضافية. وأكدت وسائل إعلام محلية، من بينها Ulusal وCümhuriyet، أن الهزة كانت واضحة في مناطق مثل أكميلر، أكسو، وكونيالتي، دون ورود بلاغات عن أضرار في البنية التحتية.

وبحسب وكالة الأناضول، بدأت فرق AFAD والبلديات المعنية عمليات التحقق السريع في المناطق التي تضررت سابقًا من زلازل متوسطة، كما تواصلت مع المواطنين عبر الرسائل النصية للتأكيد على ضرورة الالتزام بقواعد السلامة، وعدم استخدام المصاعد فور وقوع الهزات الأرضية. وأكدت الوكالة أن التحقيقات الأولية «لا تشير إلى وقوع أي خسائر بشرية أو مادية»، وهو ما أعاد الطمأنينة للسكان.

وأفادت صحيفة Ekonomim أن الزلزال الحالي جاء بعد ساعات قليلة فقط من تسجيل هزة أرضية بقوة 3.6 درجات في منطقة كيمر (Kemer) بأنطاليا، مما أثار تساؤلات بين السكان حول احتمال وجود نشاط زلزالي متتابع في المنطقة. إلا أن الخبراء يؤكدون أن الزلازل المتوسطة ضمن هذه الدرجة تُعد طبيعية نسبيًا في جنوب تركيا، ولا تعني بالضرورة وجود خطر فوري بوقوع زلزال أكبر.

كما أشارت مصادر محلية إلى أن مرصد «قنديلّي» للعلوم الزلزالية في إسطنبول قدّر قوة الزلزال بشكل مختلف قليلًا، لتصل إلى 5.2 درجات في بعض القياسات الأولية، وأن مركزه يقع أقرب إلى منطقة أكسو (Aksu) بدلاً من سيريك. إلا أن التصريح الرسمي المعتمد من AFAD هو الأكثر دقة واستقرارًا، ويُستخدم عادة كأساس لتوجيه التحذيرات والتقييمات الحكومية.

ووفقًا لتقارير صحفية، توجه رئيس بلدية سيريك وفِرق هندسية إلى بعض المناطق في شمال القضاء للتحقق من المباني القديمة والغير معزولة إنشائيًا. ورغم عدم وجود تقارير عن انهيارات، إلا أن الفرق أجرت فحوصًا احترازية للمباني التي سبق أن تعرضت لشقوق في زلازل سابقة. وأكدت السلطات المحلية أن الولاية «مستعدة دائمًا للتعامل مع أي سيناريو»، وأن خطط إدارة الكوارث يتم تحديثها بشكل دوري.

وفي تصريحات نقلتها TRT Haber، أكد المسؤولون أن ولاية أنطاليا تمتلك بنية تحتية حديثة نسبيًا مقارنة بولايات أخرى تشهد نشاطًا زلزاليًا أكبر، مثل كهرمان مرعش وهاتاي، مما يفسّر محدودية تأثير هذا النوع من الزلازل. كما أشاروا إلى أهمية الالتزام بالإرشادات الرسمية خلال وقوع الهزات، خاصة الابتعاد عن الجدران الزجاجية، وإخلاء المباني بطريقة منظمة.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، تداول سكان أنطاليا مقاطع فيديو قصيرة للحظة إحساسهم بالهزة، إضافة إلى صور تُظهر خروج بعض السكان إلى الشوارع. ولم تُسجّل حالات هلع جماعية، بحسب وسائل إعلام محلية، وهو ما يعكس وعي السكان نتيجة الخبرات المتراكمة مع الزلازل التي شهدتها تركيا خلال السنوات الأخيرة.

وأكد عدد من الخبراء الجيولوجيين أن طبيعة الزلزال وعمقه يشيران إلى أنه من غير المتوقع وقوع أضرار هيكلية كبيرة. وأوضح الخبراء أن عمق 28 كيلومترًا يُعد «متوسطًا إلى عميق»، ما يعني أن الطاقة المتحررة تتوزع على مساحات أوسع، ولا تصل إلى السطح بقوة مدمرة. كما أكدوا أن المنطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا متوسطًا على مدار العام، لكنها ليست ضمن أكثر خط الصدع نشاطًا في تركيا مقارنة بمنطقة بحر مرمرة أو الشرق الأناضولي.

ومع استمرار المتابعة، أكدت AFAD أنها ستصدر تحديثات إضافية إذا طرأت أي تطورات جديدة، كما دعت المواطنين إلى متابعة القنوات الرسمية وعدم الانجرار وراء الأخبار غير المؤكدة. وشددت الإدارة على ضرورة تحميل تطبيق AFAD الرسمي الذي يرسل إشعارات فورية عند وقوع الزلازل، ويوفر إرشادات مهمة للتصرف السليم خلال الهزات.

ورغم أن الزلزال لم يسفر عن أضرار، إلا أنه أعاد تسليط الضوء على أهمية تحديث الأبنية القديمة في أنطاليا، خاصة تلك التي لم تخضع لتعزيزات مقاومة للزلازل خلال العقدين الماضيين. وقد دعا خبراء إلى مراجعة أوضاع هذه المباني في ضوء الزلازل المتكررة في المنطقة خلال الأيام الأخيرة.

ومع حلول ساعات المساء، لم تُسجَّل أي هزات ارتدادية مؤثرة، بحسب البيانات الأولية، بينما تستمر الفرق الميدانية في إجراء تقييمات تفصيلية في مناطق سيريك والمناطق المجاورة لها.

مشاركة على: