الذكاء الاصطناعي في خدمة البشر
في الثلاثين من كانون الأول 2019، حذّرت شركة كندية للذكاء الاصطناعي تدعى BlueDot تستخدم التعلم الألي لمراقبة تفشي الأمراض المعدية في مختلف أنحاء العالم، العملاء بما في ذلك الحكومات والمستشفيات والشركات بحدوث تضخم غير عادي في حالات الالتهاب الرئوي في ووهان، بالصين.
وذلك قبل تسعة أيام أخرى من إعلان منظمة الصحة العالمية رسمياً عما أصبحنا نعرفه جميعاً باسم كوفيد-19 ولنأخذ بعين الاعتبار أن تسعة أيام قادرة على حصد الأرواح ونشر العدوى بشكل مخيف بسبب التزايد الأسي لأعداد المصابين وقدرة الفيروس على الانتشار بسرعة.
لم تكن BlueDot الوحيدة، فقد ضبطت أيضاً خدمة آلية في مستشفى بوسطن للأطفال تدعى HealthMap هذه الإشارات الأولى بالإضافة لشركة Metabiota، من هنا نستطيع معرفة الأهمية الكبيرة للمراقبة في الوقاية من الأمراض المعدية. في هذا المقال سنتعرف على تقنيات ذكاء اصطناعي معتمدة من الدول والشركات والمنظمات الصحية لمراقبة هذا الفيروس.
التعلم الآلي ومعالجة اللغات الطبيعية
إن تعلم الآلة هو تطبيق للذكاء الاصطناعي يوفر للأنظمة القدرة على التعلم تلقائياً وتحسينها من خلال التجربة من دون برمجتها بشكل صريح، يركّز تعلم الآلة على الشبكات العصبية، التي يتم نمذجتها على غرار شبكات الخلايا العصبية في الدماغ البشري، للتعلم واتخاذ القرارات من تلقاء نفسها.
أما معالجة اللغات الطبيعية فهي مسح للطرق الحسابية لفهم اللغة البشرية، ولتوليد هذه اللغة ومعالجتها، ومن ثم تقدم توليفة من البيانات والخوارزميات الكلاسيكية مع تقنيات تعلم الآلة المعاصرة.
تستخدم هذه الأخيرة لمعالجة مليارات البيانات النصية غير المنظمة والتي تصل حالياً إلى 65 لغة، لتتبع انتشار مئة مرض مختلف كل 15 دقيقة على مدار الساعة في BlueDot، حسب قول مؤسسها.
ومن خلال التعلم الآلي يمكن تتبع انتشار الفيروس، فبعد إعلان أول إصابة في ووهان في الصين تم تتبع بيانات تذاكر الطيران وتم التنبؤ بمكان السكان المصابين ومسار انتقال الفيروس من ووهان لبانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو في الأيام التالية للظهور الأول.
الطائرات الذكية بدون طيار والروبوتات
باعتبار إحدى الطرق الرئيسية لمنع انتشار فيروس كورونا هي تقليل التواصل بين المرضى والأصحاء، تم الاعتماد على الروبوتات في تقديم الطعام والأدوية كما أنها أخذت أيضاً دور تنظيف الغرف وتعقيم أجنحة العزل.
أما الطائرات الذكية فقد نُشرت بسرعة بسبب تدابير النأي الاجتماعي الصارمة المطلوبة لاحتواء انتشار الفيروس، فقد استخدمت بعض الطائرات بدون طيار لتعقب الأفراد الذين لا يستخدمون الكمامات في الأماكن العامة، في حين تستخدم طائرات أخرى لبث المعلومات إلى أكبر عدد من الناس وطائرات تقوم بتعقيم الأماكن العامة.
عاملو رعاية صحية افتراضيون CHATBOTS
بعد أن أظهر عدد الإصابات عجز أنظمة الرعاية الصحية قامت Stallion.AI الكندية باستخدام قدرات معالجة اللغات الطبيعية لديها لبناء عامل رعاية صحية افتراضي متعدد اللغات يمكنه الإجابة على الأسئلة وتوفير معلومات موثوقة وإرشادات واضحة، والتوصية بتدابير الحماية، والتحقق من الأعراض ومراقبتها وتقديم المشورة للأفراد حول ما إذا كانوا بحاجة إلى فحص المستشفى أو العزل الذاتي في منازلهم. التصوير المقطعي المحوسب CT والأشعة
إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة المتعلقة بالتصوير الإشعاعي قد يكون مفيداً في الكشف الدقيق عن المرض كما أن مساعدة الذكاء الاصطناعي تحسن أداء علماء وأطباء الأشعة في تمييز مرض Covid-19 عن مرض الالتهاب الرئوي العادي، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تكون أساليب الذكاء الاصطناعي مفيدة في إزالة عيوب فحص PCR مثل عدم كفاية عدد الاختبارات المتاحة وتكاليف الاختبار وانتظار نتائجه. الساعة الذكية SmartWatch
تستخدم لمراقبة المرضى الذين يعزلون أنفسهم والتأكد بأنهم يقيمون بالمنزل بالفعل، وتساعد الساعة الذكية في تحديد الموقع الجغرافي للمريض وتعقبه وضمان عدم مغادرته المنزل وتعريض الصحة العامة للخطر.
ماذا يعني تصميم لقاح؟
تعمل اللقاحات عن طريق تعريضك لأجزاء من مسبب المرض بهدف أن يتعرف جهاز المناعة الخاص بك عليه بسهولة أكبر في المستقبل، مما يؤدي إلى زيادة سرعة وقوة الاستجابة، كما أن اللقاحات من بين أقوى الأسلحة التي نحصل عليها لمنع الأمراض المعدية ولكن من المؤسف أن أغلب اللقاحات تستغرق سنوات قبل أن تتطور، وفي خضم وباء متفشِ لا نستطيع الانتظار كل هذا الوقت ونسعى لتقليصه من خلال تطوير اللقاحات والعلاجات والأدوية والتدابير الوقائية للملايين من المرضى عن طريق الذكاء الاصطناعي ولتحسين حياة البشر الآن وفي المستقبل.
من أجل كل هذا علينا إدراك أهمية التعلم من كوفيد-19 للمستقبل، فبفضل تحليل البيانات أصبح بوسعنا أن نفهم بشكل أفضل ماذا حدث وكيف حدث كما أن هذه المعرفة قابلة للتنفيذ لإدارة أزمات مماثلة في المستقبل.