مدفع رمضان.. حكاية عمرها 576 عاما

مدفع رمضان.. حكاية عمرها 576 عاما
مدفع رمضان.. حكاية عمرها 576 عاما

مدفع رمضان.. حكاية عمرها 576 عاما

اعتاد المسلمون في معظم أرجاء المعمورة على بدء إفطارهم في رمضان على طلقات المدفع والتوقف عن تناول الطعام أيضاً عن طريق طلقات مدفع رمضان.

ويعتبر مدفع رمضان عادة رمضانية تراثية بامتياز تكاد جل الدول الإسلامية تشترك في هذا الموروث، ومن بينها دولة قطر وتركيا وغيرها، حيث يعمد عدد من الجهات إلى اتخاذ مكان مميز له طيلة الشهر، وتتحول هذه القذيفة التي كانت تثير الذعر والخوف أيام الحرب، إلى قذيفة تنشر الفرح والانشراح أيام السلم، مثل الطلقات المدفعية التي تطلق عند استقبال كبار الضيوف في الدولة، أو أيام الاحتفالات الوطنية الكبرى.

ولمدفع رمضان مكانة خاصة نظرا لرمزيته الكبيرة، التي ارتبطت في الوجدان مع وقت الإفطار، حيث كان الذين يتعذر عليهم سماع صوت الأذان، تتيح لهم طلقة المدفع معرفة نهاية يوم الصوم، وإيذانا بالطعام والشراب.

كما له استخدامات شتى، منها الإعلان عن دخول شهر رمضان وانصرافه ودخول عيد الفطر وفي المناسبات، أو عندما يحل بالبلد ضيف كبير، بالإضافة إلى احتفالات الزواج في (العرضة)، والاستعداد للحرب.

وحول تاريخ المدفع ذكر الكاتب والباحث القطري، عفيفي علي غازي، في تصريحات لصحيفة “الشرق” القطرية، أن اسم طلقة المدفع كانت تسمى “الواردة”، حيث إنها تطلق طلقة واحدة عند أذان المغرب للإخبار بنهاية يوم الصوم، وأيضا قبيل أذان الفجر (الإمساكية)، من أجل إعلام الصائمين بالإمساك عن الطعام والشراب، مشيرا إلى أنه في العيد كانت تطلق إما 3 أو 7 طلقات.

من جهته، قال علي عفيفي علي غازي، الكاتب والباحث في التاريخ، في تصريح مماثل لـوكالة الأنباء القطرية، عن حكاية مدفع رمضان، إن الروايات اختلفت في تأريخ حكاية مدفع الإفطار، فتقول رواية إن السلطان المملوكي خشقدم (1460 ـ 1467) كان يجرب مدفعا جديدا وتصادف ذلك وقت غروب الشمس بالقاهرة في أول يوم من شهر رمضان عام 865هـ/ 1467م، وعلى ما يبدو أن السلطان قد استحسن الفكرة، فأصدر أوامره بإطلاق مدفع الإفطار يوميا وقت أذان المغرب في رمضان، وبين في رواية أخرى أن محمد علي باشا والي مصر (1805 ـ 1848)، أثناء تجربة قائد الجيش لأحد المدافع المستوردة، انطلقت قذيفة مصادفة وقت أذان المغرب في شهر رمضان، ليستخدم المدفع بعد ذلك في التنبيه لوقتي الإفطار والسحور.

وفي رواية ثالثة، قال علي غازي إن بعض جنود الخديوي إسماعيل (1863 ـ 1879) كانوا ينظفون أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة وقت أذان المغرب في أحد أيام شهر رمضان، ومن هنا جاءت الفكرة.

وفي الوقت الحالي، ينصب المدفع في أشهر الساحات، وسط الحضور الذين يحضرون لرؤيته من جميع الشرائح خاصة الأطفال، وعلى جانبيه أربعة عسكريين بزيهم الرسمي عن اليمين وعن الشمال وقد وقفوا في ترتيب عسكري خلفه ينتظرون الآمر بإعطاء شارة إطلاق القذيفة مع انطلاق صوت أذان المغرب، وما إن يأتي الأمر للعسكريين بصوت جهوري من القائد قائلا: "مدفع.. ارمي"، حتى يجلس أحد العساكر على كرسي المدفع ويهوي بقبضة يده على أحد أزرار المدفع عند سماع "اضرب"، معلنا انطلاق القذيفة التي يجلجل صوتها في الفضاء راسمة من فوهة المدفع وهجا أصفر ممزوجا باللون الأحمر، سرعان ما تتلاشى لتعلوها كومة من الدخان تتلاشى تدريجيا في الفضاء، يتبعها تصفيق الصغار ابتهاجا وسرورا بهذا المشهد الرائع، وليتسابق بعدها الأهالي لالتقاط صور تذكارية مع المدفع لتبقى معهم ذكرى رمضانية يتقاسمون لحظاتها الجميلة في ما بينهم.

مشاركة على: