شهباز شريف في السعودية بعد 16 يوماً في السلطة

شهباز شريف في السعودية بعد 16 يوماً في السلطة
شهباز شريف في السعودية بعد 16 يوماً في السلطة

شهباز شريف في السعودية بعد 16 يوماً في السلطة

يقود رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف وفداً عالي المستوى إلى السعودية في أول زيارة خارجية تبدأ  وتستغرق أياماً عدة يلتقي خلالها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بهدف تقوية العلاقات الاستراتيجية وتعزيز الحوار السياسي لإيجاد حلول لقضايا منطقة الشرق الأوسط والأمة الإسلامية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية عاصم افتخار إن زيارة محمد شهباز هي الأولى منذ أدائه اليمين الدستورية في 11 أبريل (نيسان) الحالي قبل 16 يوماً، وفقاً لـ "وكالة الأنباء الباكستانية الرسمية".

الزيارة ستسهم في دفعة قوية للشراكة بين البلدين

وأكدت وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب أن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني ستسهم في إعطاء دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين الرياض وإسلام آباد، وتعطي زخماً لدعم التحرك السعودي الباكستاني في المحيط الإسلامي، لا سيما في الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية، مؤكدة أن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقاً سعودياً باكستانياً لإيجاد قواسم مشتركة لإعادة اللحمة الإسلامية وتعزيز الوحدة الإسلامية.

وأضافت أن السعودية "لاعب أساس في المحيط الإسلامي، وحريصون على التنسيق معها لمواجهة التحديات والتهديدات الخارجية إلى جانب لجم الإرهاب".

وقالت أورنجزيب إن زيارة رئيس الوزراء شهباز "ستكون فرصة لمناقشة سبل تعزيز مسارات العلاقات، بخاصة في الجوانب السياسية والاستثمارية والتجارية العسكرية إلى جانب إعادة العلاقات السعودية - الباكستانية إلى قوتها ومتانتها واستراتيجيتها".

وكان شهباز ترأس أمس الأول اجتماعاً رفيع المستوى لاستعراض الأمور المتعلقة بزيارته للسعودية، وأكد خلاله أن باكستان والسعودية تتمتعان بعلاقات أخوية.

وأصدر رئيس الوزراء الباكستاني توجيهاته إلى السلطات المعنية لبذل المساعي الجادة لتعميق الروابط الثنائية بين البلدين.

الرئيس الجديد يحرص على تلافي الفتور السابق

وفي هذا الجانب قال الكاتب السعودي فهد الديباجي إن "العلاقات السعودية الباكستانية غير قابلة للعبث وليست حقلاً للتجارب"، مؤكداً أنها "علاقة أخوية إسلامية تاريخية متجذرة لا تتأثر بالمتغيرات والمصالح"، مضيفاً أن "الإرث العميق في العلاقات السعودية - الباكستانية لا يمكن تقدير حجمه وتأثيره، وهو تحالف إسلامي منذ تأسيس باكستان، وتعاون عسكري غير مسبوق يتضمن عبر التاريخ تدريبات ومناورات، كما يقدر عدد الجالية الباكستانية بنحو مليوني شخص يعولون أسرهم من خلال عملهم في السعودية".

وأوضح الديباجي أن العلاقة "ترسخت منذ عهد الملك عبدالعزيز وحاكم باكستان غلام محمد عام 1953، وتطورت حتى توجت بالشراكة الاستراتيجية والتوقيع على مجلس التنسيق السعودي - الباكستاني".

واعتبر الديباجي أن "الفتور السابق في علاقة البلدين يعود لسياسة عمران خان الذي كان يقود باكستان للابتعاد من محيطها الإسلامي"، مردفاً أن "شكر وتثمين دور السعودية من قبل رئيس الحكومة المكلف شهباز شريف ما هو إلا تأكيد على امتداد هذه العلاقات وتلافياً للخطأ الاستراتيجي الذي وقع فيه عمران خان حينما استخدم الخطابات الشعبوية والمتاجرة بالقضايا الإسلامية".

العلاقة بين البلدين محصنة ضد التغييرات القيادية

 

وأوضح سفير السعودية السابق في إسلام أباد وبيروت علي بن عواض عسيري، أن السعودية وباكستان "تربط بينهما علاقة استثنائية نابعة من الاحترام المتبادل بين الشعبين، وبالتالي فإن تلك العلاقة محصنة ضد التغيرات القيادية في كلا البلدين".

وأضاف في مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، "استمرت هذه العلاقة في ترسيخ نفسها على مدى العقود الماضية في مجالات التعاون السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي، وستضرب هذه العلاقة بجذورها بشكل أعمق في ظل قيادة ميان محمد شهباز شريف رئيس وزراء باكستان المنتخب حديثاً، الذي يتمتع بشخصية قيادية كاريزمية مميزة".

وأضاف، "كوني شغلت منصب سفير السعودية لدى باكستان خلال فترة مضطربة بسبب مدى جسامة الإرهاب الذي واجه البلدين في أعقاب أحداث 11 سبتمبر (أيلول)، وكيف واجهنا هذا الخطر معاً في ذروة حربنا ضد الإرهاب، وقد حافظت بتعليمات وتوجيهات من قيادتي على تفاعل وثيق مع القيادة المدنية والعسكرية لضمان استقرار باكستان وأمنها".

علاقات اقتصادية وتاريخية ممتدة

وقال الكاتب الاقتصادي عبدالله المغلوث إن الدعم السعودي للاقتصاد الباكستاني "يعمل على تحسين اقتصاد بلاده ومساعدتها في الخروج من الأزمات التي تواجهها، إذ وقع الصندوق السعودي للتنمية اتفاقين اقتصاديين مع باكستان بقيمة 4.2 مليار دولار العام الماضي".

وشمل الاتفاق الأول وديعة بقيمة ثلاثة مليارات دولار تقدمها السعودية لمصلحة البنك المركزي الباكستاني لدعم احتياط العملة الأجنبية ومساعدة باكستان في مواجهة تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية.

وخصص الاتفاق الثاني لدعم السعودية لتمويل تجارة المشتقات النفطية بقيمة 1.2 مليار دولار.

وبحسب المصادر الباكستانية فإن إسلام آباد تسعى بقوة إلى تعزيز شراكة اقتصادية استثمارية قوية مع السعودية، إضافة إلى توحيد الرؤى والمسائل ذات الاهتمام المشترك.

ويشمل الوفد عدداً من كبار المسؤولين الباكستانيين يرافقون رئيس الوزراء، بينهم رئيس جمعية علماء الإسلام والعضو في التحالف الحكومي فضل الرحمن، إلى جانب نائب رئيس حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز، ومريم نواز شريف وحسين الابن الأكبر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف.

مشاركة على: