أسطورة الأميرة والثعبان

أسطورة الأميرة والثعبان
أسطورة الأميرة والثعبان

أسطورة الأميرة والثعبان

برج الفتاة في إسطنبول.. أسطورة تمتزج فيها الحقيقة بالسحر

على جزيرة صغيرة تتوسط مدخل مضيق البوسفور، يقف برج الفتاة (Kız Kulesi) شامخًا كرمز خالد من رموز إسطنبول، يروي حكايات تمتد لأكثر من ألفي عام، ويجمع بين الأسطورة والتاريخ والهندسة العثمانية الفريدة.
 

أسطورة الأميرة والثعبان

جذور تاريخية عميقة

تعود أقدم الإشارات إلى البرج إلى القرن الخامس قبل الميلاد، حين شيّد القائد الأثيني ألكيبيادس حصناً صغيراً لمراقبة السفن المتجهة من بحر مرمرة نحو البحر الأسود. ثم أعاد الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنينوس بناءه في القرن الثاني عشر، ليصبح برجاً حجرياً يستخدم كحصن بحري ونقطة مراقبة دفاعية.
ومع الفتح العثماني لإسطنبول عام 1453، جُدّد البرج وتحوّل عبر العصور إلى منارة بحرية ومحطة حجر صحي ومستودع للأسلحة وحتى مركزاً لتحصيل الضرائب من السفن المارة عبر المضيق.
 

أسطورة الأميرة والثعبان

أسطورة الأميرة والثعبان

تحيط بالبرج العديد من الأساطير، أشهرها قصة السلطان الذي رأى في المنام أن ابنته ستموت بلدغة أفعى، فبنى لها هذا البرج في وسط البحر ليحميها. لكن القدر كان أقوى، إذ وصلت الأفعى إلى البرج داخل سلة فواكه وأصابت الأميرة، فماتت بين ذراعي والدها. ومن هنا سُمّي البرج بـ"برج الفتاة".
 

أسطورة الأميرة والثعبان

تحولات معمارية متتالية

شهد البرج عبر القرون عمليات ترميم وتوسعة عدة، أبرزها في العهد العثماني خلال القرن الثامن عشر، ثم في القرن التاسع عشر بعد تعرضه لزلزال وحريق.
وفي عام 2023 اكتملت آخر عملية ترميم شاملة بإشراف وزارة الثقافة والسياحة التركية، أُعيد خلالها البرج إلى مظهره التاريخي، مع ترميم أحجاره الخارجية وإعادة بناء القبة الخشبية التي تضررت بفعل العوامل الجوية.
 

أسطورة الأميرة والثعبان

وجهة سياحية وثقافية

اليوم أصبح برج الفتاة أحد أهم المعالم السياحية في إسطنبول. يمكن الوصول إليه عبر قوارب صغيرة من منطقتي أوسكودار وكاباتاش، ليجد الزائر في الطابق العلوي مقهى ومطعمًا بإطلالة بانورامية على البوسفور والمدينة القديمة.
كما يستضيف البرج فعاليات ثقافية ومعارض فنية صغيرة، ويعدّ موقعاً مفضلاً لالتقاط الصور ولإقامة حفلات الزفاف، لما يرمز إليه من حب ووفاء أبديين في الثقافة التركية.
 

أسطورة الأميرة والثعبان

رمز خالد لإسطنبول

سواء نظرت إليه من شاطئ سراي برنه في الجانب الأوروبي أو من ضفة أوسكودار في الجانب الآسيوي، يبقى برج الفتاة علامة فارقة في الأفق الإسطنبولي. فهو ليس مجرد بناء حجري وسط البحر، بل مرآة تعكس علاقة المدينة بالبحر والتاريخ والأسطورة.

 

أسطورة الأميرة والثعبان
أسطورة الأميرة والثعبان
أسطورة الأميرة والثعبان
أسطورة الأميرة والثعبان
أسطورة الأميرة والثعبان
مشاركة على: