سر خطأ لعبة ويندوز الأشهر ينكشف بعد 20 عامًا

سر خطأ لعبة ويندوز الأشهر ينكشف بعد 20 عامًا
سر خطأ لعبة ويندوز الأشهر ينكشف بعد 20 عامًا

سر خطأ لعبة ويندوز الأشهر ينكشف بعد 20 عامًا

اعترف المهندس السابق في شركة مايكروسوفت ديف بلومر بوجود خطأ برمجي قديم في لعبة Space Cadet 3D Pinball الشهيرة، والتي كانت تأتي مضمنة في أنظمة ويندوز القديمة، وأدى هذا الخطأ إلى استهلاك موارد الأجهزة الحديثة بشكل غير متوقع بعد نقل اللعبة إلى نظام التشغيل Windows NT. ويُعد هذا التصريح الأول من نوعه الذي يوضح سبب المشكلات التقنية التي لاحظها المستخدمون مع هذه اللعبة بعد مرور سنوات على إطلاقها.

وأوضح بلومر، الذي عمل ضمن فريق تطوير الألعاب والبرمجيات في مايكروسوفت، أن عملية نقل لعبة Pinball من النظام القديم إلى Windows NT تطلبت إعادة كتابة أجزاء كبيرة من محرك اللعبة (Game Engine) كي تتوافق مع المعمارية الجديدة للنظام. وخلال هذه العملية، تم إغفال عنصر مهم للغاية وهو تحديد سرعة الإطارات (Frames Per Second – FPS)، مما تسبب في تشغيل اللعبة بسرعات غير محدودة على الحواسيب الحديثة ذات الأداء العالي. ففي حين كانت سرعة الإطارات على أجهزة التسعينيات محدودة بطبيعة العتاد (60–90 إطارًا في الثانية تقريبًا)، ارتفعت هذه السرعة على الأجهزة الحديثة لتصل إلى آلاف الإطارات في الثانية، وهو ما أدى إلى تحميل زائد على المعالج المركزي (CPU) وجعل اللعبة غير مستقرة في بعض الحالات.

وأشار بلومر إلى أن هذا الخطأ لم يكن ملحوظًا في البداية بسبب ضعف إمكانيات الأجهزة القديمة، لكن مع مرور الوقت وتطور المعالجات ظهرت المشكلة بشكل واضح، إذ بدأ المستخدمون يلاحظون أن اللعبة تستهلك طاقة المعالج بصورة غير طبيعية وتؤثر في أداء النظام ككل أثناء تشغيلها. وأكد أن هذا كان “أسوأ خطأ برمجي” ارتكبه خلال عمله في مايكروسوفت، موضحًا أنه رغم بساطة السبب إلا أن تأثيره كان واسعًا على ملايين المستخدمين حول العالم الذين مارسوا اللعبة كجزء من تجربة Windows الكلاسيكية.

ولفت بلومر إلى أن المهندس ريموند تشين، وهو أحد مهندسي مايكروسوفت البارزين، اكتشف الخلل لاحقًا أثناء عمله على تحسين أداء النظام والبرمجيات المدمجة فيه. وقام تشين بإضافة كود يفرض حدًا أقصى لسرعة الإطارات بحيث لا تتجاوز 100 إطار في الثانية، ما ساعد في استقرار اللعبة على الأجهزة الحديثة ومنعها من استنزاف موارد النظام. هذا التعديل البسيط أعاد اللعبة إلى حالتها الطبيعية وجعلها تعمل بسلاسة على معظم الحواسيب.

هذا الاعتراف يسلّط الضوء على جانب مهم من تطوير البرمجيات والألعاب، حيث يمكن لتفاصيل صغيرة مثل تحديد سرعة الإطارات أن تصنع فارقًا كبيرًا في الأداء مع تغير بيئة التشغيل وتطور العتاد. كما يكشف عن التحديات التي تواجه المطورين عند نقل البرمجيات القديمة إلى أنظمة جديدة، خاصة عندما يكون البرنامج أو اللعبة مصممًا في الأصل لعتاد محدود الإمكانيات. ورغم أن Space Cadet 3D Pinball باتت اليوم لعبة من الماضي، إلا أن قصتها أصبحت مثالًا يُدرَّس في أوساط المبرمجين عن أهمية الاختبارات الشاملة على مختلف البيئات والأجهزة، حتى لا تتحول الأخطاء الصغيرة إلى مشكلات كبيرة مع مرور الوقت.

وتُظهر هذه الواقعة كيف يمكن للأخطاء التقنية القديمة أن تستمر لسنوات قبل أن تُكتشف أو تُعالج، وأن المطورين مهما بلغت خبرتهم قد يقعون في هفوات تؤثر على ملايين المستخدمين. ومع ذلك، فإن اعتراف ديف بلومر بالخطأ بعد مرور هذه السنوات يعكس شفافية متزايدة في صناعة التقنية ورغبة في مشاركة الدروس المستفادة مع الجيل الجديد من المطورين، خصوصًا في وقت تتسارع فيه وتيرة الابتكار وتتوسع فيه التطبيقات والبرمجيات إلى أجهزة ومعماريات جديدة تمامًا.

مشاركة على: