
تركيا في المرتبة المتدنية بسعادة العاملين
إسطنبول — كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة Pluxee بالتعاون مع The Happiness Index نتائج مثيرة للقلق حول مستوى السعادة والرضا المهني للعاملين في تركيا. بناءً على استبيان شارك فيه 2100 موظف من قطاعات متعددة ومناطق مختلفة، تبين أن متوسط تقييم سعادة العاملين في تركيا هو 6.5 من 10، وهو أقل بكثير من المتوسط العالمي الذي بلغ 7.9.
🔍 الفروقات الجغرافية
عند تحليل النتائج حسب المناطق، لوحظ أن منطقة مرمرة (Marmara) سجّلت أدنى نسبة سعادة بين العمال بمتوسط 5.9 من 10. العاملون هناك شعروا بأن فرصهم للتطور المهني محدودة بدرجة أكبر، وأن “الثقة” في بيئة العمل منخفضة مقارنة بالمناطق الأخرى.
بالمقابل، كانت سعادة العمال أعلى في أناضول الشرقية (Doğu Anadolu) التي سجلت متوسطًا يقارب 7.2، تليها منطقتا البحر الأسود (Karadeniz) وجنوب شرق الأناضول (Güneydoğu Anadolu)، مما يبيّن أن العاملين في المناطق الداخلية قد يشعرون بارتياح أكبر في بعض الجوانب المتعلقة بالحرية والشعور بالانتماء.
👥 الفروقات حسب الفئة العمرية ومجالات الوظيفة
الدراسة أشارت إلى أن الفئة العمرية 51-60 عامًا سجلت أعلى درجات السعادة بخصوص الجانب “الحرية/autonomy” و “الشعور بأن يُستمع إليها”. هؤلاء العمال أعطوا درجات تقارب 7.0-7.1 في هذه المؤشرات، متفوقين على الفئات الأصغر سنًا التي شعرت غالبًا بأن الفرص أقل، وأن صوتهم في مكان العمل ليس مسموعًا بنفس الدرجة.
أما من حيث القطاعات، فالموظفون الذين لديهم مرونة في العمل (مثل القدرة على العمل جزئيًا من المنزل أو جداول مرنة) أظهروا معدلات سعادة ورضا أعلى، خصوصًا فيما يتعلق بتوازن الحياة العملية-الخصوصية (work-life balance). أما أولئك في الوظائف التقليدية التي تطالب بالحضور الكامل ساعات طويلة فقد عبّروا عن مستويات أقل من الرضا، في مجالات الحرية والهدف/المعنى.
⚠️ الجوانب السلبية والقلق
العاملون ذكروا أن الحرية/autonomy هي من أكثر الجوانب ضعفًا؛ وسجلت تركيا 6.0 مقابل متوسط عالمي يقارب 7.8.
توازن الحياة والعمل يظهر كعائق هام؛ حيث أن العاملين يصابون بالإرهاق من ساعات العمل الإضافية أو قيود في السياسات المرنة للعمل. تركيا سجلت في هذا البُعد 5.6 من 10 بينما المتوسط العالمي أعلى بكثير.
الأمان المالي، بما في ذلك الاستقرار المالي والشعور بأن الدخل كافٍ لتحمل المصروفات، يُعد من أكبر التحديات؛ كثير من المشاركين عبّروا عن شعور بأن رواتبهم لا تكفيهم فيما يتعلق بتطلعاتهم وتكاليف المعيشة.
💡 ماذا يعني هذا للمستقبل المهني والاقتصادي؟
هذه النتائج ليست مجرد أرقام؛ فهي تحمل رسائل قوية إلى أصحاب العمل، المدراء، ورجال الأعمال. أي شركة ترغب في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها يجب أن تهتم ليس فقط بالأجور، بل أيضًا بثقافة الحرية، دعم التطور المهني، الاستماع للموظفين، توفير بيئة عمل متوازنة.
على الصعيد الحكومي، يمكن أن تكون هذه الدراسة بمثابة دعوة لإصلاح سياسات العمل: تعزيز حقوق العمال، تبني قوانين تدعم العمل المرن، وتشجيع مبادرات الصحة النفسية ودعم الأمان المالي للعاملين.
🧰 توصيات للعاملين والشركات
للشركات: إدخال سياسات مرنة للعمل، تمكين الموظفين من اتخاذ القرارات في نطاق عملهم (زيادة الاستقلال/autonomy)، وتحسين برامج التدريب والتطوير المهني.
للعاملين: التواصل مع الإدارة بخصوص احتياجاتك في الهدف/المعنى، طلب فرص لتطوير الذات، التأكد من أن بيئة العمل تُقدّر التوازن بين العمل والحياة.
لصانعي السياسات: مواصلة دعم قوانين العمل التي توفر استقرارًا، حماية الأجور، ضمانات للأمان المهني، وتعزيز المشاريع التي تحسن الرضا الوظيفي.