
ارتفاع أسهم Alibaba إلى أعلى مستوى بفضل الذكاء الاصطناعي
في سعيها لتأكيد مكانتها بين عمالقة التكنولوجيا، أعلنت مجموعة Alibaba مؤخرًا عن توسيع خطة استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي بما يتجاوز حاجز الـ 53 مليار دولار على مدى السنوات القادمة، وهو ما دفع أسهم الشركة إلى الصعود بقوة، ووصولها إلى أعلى مستوى لها خلال أربع سنوات. هذا التحول الاستثماري لم يكن مفاجئًا فحسب، بل مثّل إعادة تحديد الاستراتيجية التي تراهن فيها الشركة على مستقبل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
الرئيس التنفيذي للشركة، إيدي وو، صرح خلال مؤتمر تنظمه الشركة أن الطلب العالمي على البنى التحتية للذكاء الاصطناعي قد فاق التوقعات، وأنه من المخطط أن تتجاوز استثمارات Alibaba في هذا المجال المبلغ المعلن مسبقًا. أوضح أن قطاع التقنية والابتكار يشهد تحركًا متسارعًا، وأن الشركة تسعى للمحافظة على قوتها التنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي.
في السوق المالي، استجابة المستثمرون بسرعة لهذه التعديلات الاستراتيجية، فارتفعت الأسهم في بورصة هونغ كونغ بنسبة كبيرة، مدفوعة بالأجواء التفاؤلية تجاه مستقبل التكنولوجيا الصاعدة. بعض التوقعات تشير إلى أن هذه القفزة قد تستمر إذا ما رافقها تنفيذ فعلي للمشاريع المعلنة والتوسع في وحدات الحوسبة، مراكز البيانات، خدمات السحابة والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
تحليل فني يشير إلى أن اختراق السهم لمستوى المقاومة السابق قد يُعد إشارة صعودية قوية، مما قد يجذب مزيدًا من السيولة من المستثمرين الذين كانوا يراقبون المؤشرات التقنية عن قرب. ومع ذلك، يبقى السؤال ماهية المخاطر المرتبطة بالتوسع السريع في الإنفاق على البنى التحتية والابتكار، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من شركات مثل NVIDIA وغيرها من عمالقة التكنولوجيا العالمية.
من جانب آخر، تحركات مماثلة جرت في السوق الصيني حيث كثّفت شركات التقنية الكبرى مثل Tencent و Huawei استثماراتها في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية المرتبطة به، كجزء من السباق الوطني نحو تحقيق حصة تنافسية في الابتكار الرقمي. بعض التحليلات تُشير إلى أن استثمارات Alibaba في الذكاء الاصطناعي قد تمثّل جزءًا من تحوّل أكبر نحو مراكز البيانات الذكية، المنصات الذكية، والمركّبات الذاتية التشغيل، وربما التعاون مع شركات مثل NVIDIA في بعض التقنيات المشتركة كما أُعلِن مؤخرًا.
ورغم هذا التفاؤل، هناك تحديات كبيرة تنتظر الشركة؛ من بينها التكلفة العالية لبناء مراكز البيانات، المنافسة في كلفة الطاقة، وفترة الاسترداد الطويلة لبعض المشاريع، إلى جانب التنظيمات الحكومية الصينية بشأن التكنولوجيا والبيانات. إذا لم تتم إدارة المخاطر بشكل دقيق، قد تتعرض الأرباح المستقبلية للضغوط.
في المجمل، قصة Alibaba اليوم تُعد درسًا في كيف يمكن لرغبة شركة كبيرة في الابتكار وإعادة استكشاف مجال رقمي أن تُحدث زخمًا في الأسواق، لكن التنفيذ الجيد وإدارة المخاطر هما ما سيحددان ما إذا كان هذا الزخم سينجح في أن يُترجَم إلى عوائد مستدامة طويلة الأجل.