ابنة سيناتور أمريكي تنتقد زيارة والدها إلى إسرائيل

ابنة سيناتور أمريكي تنتقد زيارة والدها إلى إسرائيل
ابنة سيناتور أمريكي تنتقد زيارة والدها إلى إسرائيل

ابنة سيناتور أمريكي تنتقد زيارة والدها إلى إسرائيل

أثار مقطع فيديو نشرته مادي بلوك، ابنة السيناتور الجمهوري عن ولاية نيومكسيكو جاي بلوك، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية الأمريكية، بعدما انتقدت علناً زيارة والدها إلى إسرائيل ضمن وفد يضم مشرعين أمريكيين من مختلف الولايات. ووفقاً لتقارير نشرتها مجلتا New Republic و Tag24، وصفت مادي في مقطعها على منصة “تيك توك” والدها بأنه “باع روحه للشيطان” وأصبح “مروّجاً للأكاذيب والدعاية الإسرائيلية”، ما أثار تفاعلاً هائلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.

الوفد الأمريكي الذي شارك فيه السيناتور جاي بلوك جاء في إطار فعالية تحمل عنوان “50 ولاية، إسرائيل واحدة”، وهي مبادرة تستضيف خلالها السلطات الإسرائيلية وفوداً من مشرعين ومسؤولين محليين أمريكيين لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات. هذه الفعاليات، التي تموَّل في العادة من منظمات داعمة للعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لطالما أثارت جدلاً في الولايات المتحدة بشأن الشفافية ومدى تأثيرها على المواقف السياسية للمسؤولين المحليين.

تصريحات مادي بلوك جاءت انعكاساً لهذا الجدل، حيث قالت في الفيديو إن والدها “لم يعد يمثلنا بل يمثل مصالح أخرى” وإن زيارته “تتناقض مع المبادئ التي تربينا عليها”. وانتشر المقطع بشكل فيروسي على “تيك توك” و”إكس” (تويتر سابقاً)، محققاً مئات الآلاف من المشاهدات خلال ساعات قليلة. وعلّق آلاف المستخدمين على الفيديو، بعضهم أشاد بجرأة الشابة في مواجهة والدها علناً، بينما اعتبر آخرون أن تصريحاتها غير منصفة أو تحمل طابعاً شخصياً.

السيناتور جاي بلوك لم يرد بعد بشكل رسمي على تصريحات ابنته، مكتفياً بتصريحات سابقة لوسائل الإعلام قال فيها إن رحلته إلى إسرائيل تهدف إلى “تعزيز العلاقات” و”التعرف على التجربة الإسرائيلية” في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية. ورفض متحدث باسمه التعليق على الفيديو الأخير، مكتفياً بالقول إن “السيناتور ملتزم بخدمة ناخبيه ونقل الخبرات النافعة إلى ولايته”.

يرى مراقبون أن هذه الواقعة تعكس الانقسام المتزايد داخل المجتمع الأمريكي حول الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية، خاصة بين الأجيال الشابة والأجيال الأكبر سناً. فقد أظهرت استطلاعات رأي حديثة أن الشباب الأمريكي بات أكثر انتقاداً للسياسات الإسرائيلية وأشد تأييداً لحقوق الفلسطينيين مقارنة بالجيل السابق، ما ينعكس في مثل هذه المواقف العائلية العلنية.

ويشير خبراء إلى أن ظهور هذا الخلاف في إطار عائلي علني يعكس تحوّلاً مهماً في طبيعة النقاشات السياسية داخل الولايات المتحدة، إذ باتت وسائل التواصل الاجتماعي ساحة أساسية للتعبير عن الرأي حتى ضد الأقارب والمسؤولين السياسيين. وبات بإمكان مقطع قصير على منصة مثل “تيك توك” أن يحوّل خلافاً عائلياً إلى قضية رأي عام تحظى بتغطية إعلامية وطنية.

كما يسلّط الحدث الضوء على دور مبادرات مثل “50 ولاية، إسرائيل واحدة” في صياغة المواقف السياسية للمسؤولين المحليين الأمريكيين. فبينما يراها المؤيدون فرصة لتعزيز التعاون وفهم الواقع الإسرائيلي، يعتبرها المعارضون أداة للتأثير على السياسات المحلية والأصوات المؤثرة في الداخل الأمريكي لصالح إسرائيل. وهذا النقاش يتزامن مع تزايد الأصوات الداعية إلى مراجعة الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصة على خلفية تصاعد التوترات في الأراضي الفلسطينية.

ورغم الانتقادات، يواصل منظمو هذه المبادرات التأكيد على أنها تهدف إلى “تعزيز الحوار وبناء الجسور” وليس إلى “شراء المواقف السياسية”. لكن غياب الشفافية حول مصادر التمويل والجهات المنظمة يبقى مثار تساؤل دائم في الإعلام الأمريكي، ويغذي مواقف مثل تلك التي عبّرت عنها مادي بلوك في الفيديو الأخير.

ويرى خبراء الإعلام أن أسلوب مادي في التعبير – باستخدام لغة قوية مثل “باع روحه للشيطان” – ساعد على انتشار الفيديو بسرعة، لكنه قد يؤثر على مصداقية الرسالة لدى بعض الجمهور. ومع ذلك، فإن قوة هذه العبارة تعكس شعوراً متنامياً لدى شريحة من الشباب الأمريكي بأن السياسيين التقليديين متواطئون في سياسات لا تمثلهم.

في النهاية، تبقى هذه القصة نموذجاً مصغراً للانقسام الأوسع في الولايات المتحدة حول السياسة الخارجية، وتحديداً العلاقة مع إسرائيل. وإذا كان انتقاد ابن لوالده السياسي مشهداً غير مألوف في السابق، فإن وسائل التواصل الاجتماعي تجعل من مثل هذه المواقف أمراً متوقعاً في المستقبل، وربما ملهماً لشباب آخرين للتعبير عن مواقفهم بجرأة مماثلة.

حتى الآن، لم تصدر بيانات رسمية أو نفي أو تأكيد من السيناتور نفسه حول مضمون تصريحات ابنته بالتحديد، لكن أكثر من وسيلة إعلامية نقلت مضمون الفيديو وتصريحاته، ما يجعل القصة في خانة “قيد التحقق الكامل”. ومع استمرار الجدل، من المتوقع أن تثير هذه الواقعة نقاشاً أوسع حول تأثير الرحلات الممولة والوفود الخارجية على السياسات المحلية الأمريكية.

مشاركة على: