أندية تركية تفتح أبوابها لأبناء الجالية العربية.. الرياضة طريق الاندماج

أندية تركية تفتح أبوابها لأبناء الجالية العربية.. الرياضة طريق الاندماج
أندية تركية تفتح أبوابها لأبناء الجالية العربية.. الرياضة طريق الاندماج

أندية تركية تفتح أبوابها لأبناء الجالية العربية.. الرياضة طريق الاندماج

إسطنبول – نيو ترك بوست

في ظل تزايد أعداد المقيمين العرب في تركيا، بدأت العديد من الأندية الرياضية التركية فتح أبوابها أمام أبناء الجالية العربية للمشاركة في أنشطتها المختلفة، في خطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من الأسر التي تبحث عن بيئة آمنة لأطفالها تجمع بين الرياضة والتربية الاجتماعية.

ويأتي ذلك ضمن سياسة الاندماج الاجتماعي التي تشجع عليها البلديات التركية في السنوات الأخيرة، من خلال دعم برامج رياضية وثقافية تستهدف المقيمين من خلفيات متعددة.


رياضة تجمع ولا تفرق

من إسطنبول إلى غازي عنتاب، مرورًا بأنقرة وبورصة، تنظم الأندية الكبرى والبلديات المحلية أنشطة رياضية مفتوحة تشمل كرة القدم، السباحة، الكاراتيه، الجمباز، وكرة السلة.

يقول “هاكان دمير”، مدير أحد المراكز الشبابية في إسطنبول:

“هدفنا مش بس تدريب الأطفال على الرياضة، لكن كمان تعليمهم التعاون والانضباط والاحترام المتبادل.”

وتشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد الأطفال العرب المسجلين في الأكاديميات الرياضية البلدية تجاوز 18 ألف طفل حتى منتصف عام 2025، بزيادة قدرها 40% عن العام السابق.


👦 إقبال واسع من الأسر العربية

ترى كثير من العائلات العربية أن الاشتراك في النوادي الرياضية هو وسيلة لحماية الأبناء من العزلة الثقافية ومنحهم فرصة للتفاعل مع المجتمع التركي.

تقول “رغدة.م”، أم سورية مقيمة في أنقرة:

“ولادي اتعلموا اللغة التركية من خلال الرياضة أسرع من المدرسة.. صار عندهم أصحاب أتراك وده فرق في شخصيتهم جدًا.”

وفي بعض المدن الساحلية مثل أنطاليا ومرسين، تنظم البلديات دورات مجانية أسبوعية للأطفال من الأسر ذات الدخل المحدود، وهو ما جعل الرياضة متاحة للجميع تقريبًا.


🏅 من الملاعب إلى البطولات

لم تتوقف المشاركة عند مستوى التدريب، بل شهدت السنوات الأخيرة صعود أسماء عربية في مسابقات محلية على مستوى الفئات العمرية.

ففي إسطنبول، فاز الطفل اليمني “محمد عبد الكريم” (عمره 12 عامًا) بالمركز الأول في سباقات الجري المدرسية لعام 2024،
بينما حققت الطفلة الفلسطينية “سارة يوسف” ميدالية ذهبية في بطولة الجمباز للفتيات دون 14 عامًا في غازي عنتاب.


🧭 رؤية الأندية التركية

ترى إدارات الأندية أن إشراك أبناء المقيمين العرب يعزز الروح الجماعية ويقوّي التواصل الثقافي بين الأجيال.
يقول “كريم يلدز”، من الاتحاد الرياضي في بورصة:

“الرياضة لغة عالمية، لما الطفل العربي يلعب جنب الطفل التركي، الاتنين بيتعلموا إن الاختلاف مش حاجز.”


💬 دور البلديات والمؤسسات الخاصة

تعمل بلديات مثل إسطنبول الكبرى، غازي عنتاب، وأنقرة على دعم مشاريع رياضية متعددة اللغات، تُدرّس المصطلحات الأساسية بالتركية والعربية معًا لتسهيل التواصل بين المدربين والطلاب.

وفي المقابل، بدأت بعض المدارس العربية الخاصة في تركيا توقيع بروتوكولات تعاون مع أندية تركية لتبادل اللاعبين وتنظيم بطولات مشتركة.


🌍 أثر مجتمعي متزايد

يرى خبراء علم النفس الاجتماعي أن المشاركة في الرياضة تسهم بشكل مباشر في تخفيف الشعور بالغربة، خصوصًا لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبة في التواصل المدرسي أو التأقلم الثقافي.

ويشير التقرير السنوي لوزارة الشباب والرياضة التركية إلى أن أكثر من 60% من الأطفال الأجانب المشاركين في الأندية تمكنوا من تحسين مستواهم اللغوي والاجتماعي خلال أقل من عام واحد.


🧩 رؤية نيو ترك بوست

تعتبر نيو ترك بوست أن انخراط أبناء الجالية العربية في الحياة الرياضية التركية يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الاندماج الإيجابي وتخفيف الفجوة الثقافية بين المقيمين والمجتمع المضيف.

وتشجع الوكالة الأسر العربية على متابعة فرص التسجيل في الأندية البلدية المعتمدة،
لأن الرياضة اليوم أصبحت طريقًا فعليًا للاستقرار والتفاعل داخل المجتمع التركي.

مشاركة على: