مصر تعزز تواجدها العسكري في سيناء وإسرائيل تحذّر

مصر تعزز تواجدها العسكري في سيناء وإسرائيل تحذّر
مصر تعزز تواجدها العسكري في سيناء وإسرائيل تحذّر

مصر تعزز تواجدها العسكري في سيناء وإسرائيل تحذّر

القاهرة / تل أبيب – دخلت العلاقات بين مصر وإسرائيل في مرحلة دقيقة من التوتر، عقب إعلان تل أبيب اعتراضها على ما تعتبره تعبئة عسكرية متزايدة لمصر في منطقة سيناء، والتي تخضع بموجب معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل لعام 1979 إلى ضوابط عسكرية محددة تُقيّد عدد قوات ومعدّات مصرية فيها.

مدرج لقواعد جوية في سيناء مع طائرة مقاتلة تحلّق فوقه

تفاصيل الاعتراض الإسرائيلي

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن مسؤولين أمنيين أفادوا بأن مصر أنشأت منشآت تحت أرضية في سيناء يُرجّح أن تُستخدم لتخزين صواريخ، ووسّعت مدارج في قواعد جوية في المنطقة حتى يمكن استخدامها لطائرات مقاتلة، في خطوة اعتبرتها إسرائيل “انتهاكاً جدياً” لاتفاق السلام. 
كما طلبت إسرائيل رسميًا من الولايات المتحدة الأميركية الضغط على القاهرة لوقف هذه “التوسّعات العسكرية” في سيناء. 

دبابات مصرية وآليات مدرعة في منطقة سيناء الصحراوية

موقف مصر ورد فعلها

من جانبها، نفت مصر هذه الادعاءات، وأوضحت أن ما تقوم به هو ضمن صلاحياتها الدستورية والأمنية، وأنه لا يُشكّل تهديدًا لأي من جيرانها. كما قالت المصادر أن الولايات المتحدة لم ترفع الأمر رسميًا لمصر في الأسابيع الأخيرة. 

الخلفية القانونية والتاريخية

تنقسم سيناء بموجب معاهدة كامب ديفيد إلى «منطقة أ، ب، ج»، يُسمح لمصر في «أ» بوجود قوات مكشوفة، وفي «ب» قوات خفيفة، أما «ج» فتُعد منطقة منزوعة السلاح تقنيًا.
وحتى الآن، تقول إسرائيل إن تغيّرات مصرية في التواجد العسكري تتجاوز ما تم الاتفاق عليه، مما يعكس مخاوف من تغيّر الواقع الجغرافي-الأمني جنوب الحدود الإسرائيلية.

دوافع مصرية للتعزيز

يشير محللون إلى أن مصر تسعى من خلال تعزيز تواجدها في سيناء إلى عدة أهداف:

منع أي تسرب أمني أو انسحاب جماعي من قطاع غزة إلى سيناء.

تعزيز سيطرتها على المنطقة واستثمارها كمركز أمني استراتيجي. 

إرسال رسالة بأنّ أمن مصر الجنوبي ليس مفتوحًا لتغييرات دون التنسيق مع القاهرة.

تأثيرات التوتر على العلاقات الخليجية-المصرية-الإسرائيلية

التوترات الحالية تأتي في وقت تشهد فيه العلاقات العربية-الإسرائيلية تغيّرات وتحالفات جيوسياسية، ما يجعل سيناء من بين الجبهات التي يتم مراقبتها بعناية. إحدى التقارير الإسرائيلية حذّرت من تحالف محتمل بين مصر والسعودية يشكّل “التهديد الأكبر” لإسرائيل

ما هي التداعيات المحتملة؟

اقتصادياً ودبلوماسياً: قد تؤثر هذه الأزمات على مشاريع الطاقة المشتركة، حيث استخدمت إسرائيل صفقة الغاز كضغط على مصر لوقف ما تعتبره “بناءً عسكرياً مفرطاً” في سيناء.

أمنياً: أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى انسحابات أو تحرّكات عسكرية في الشريط الحدودي، ما قد يفتح مجالاً لتصعيد غير مقصود.

عسكرياً: ظهور قدرات مصرية أكبر في سيناء قد يدفع إسرائيل إلى مراجعة سياستها الأمنية على الشريط الجنوبي، ما يعيد ترتيب موازين القوة.

دبلوماسياً: واشنطن ستكون تحت ضغط لتسهيل التخفيف من التوتر، إذ أن علاقتها بكل من القاهرة وتل أبيب تحتاج إلى التوازن.

لماذا تحتفظ العلاقات رغم التوتر؟

على الرغم من الحدة الراهنة، تحافظ مصر وإسرائيل على قنوات تعاون أمني وتقني، خصوصًا في محاربة الإرهاب على حدود سيناء وغزة، بما يعكس أن مصالحهما الاستراتيجية ما زالت تربطهما إلى حدّ كبير.

مشاركة على: