الصين تحول الكهرباء لعملة استراتيجية لتعزيز اقتصادها الرقمي
تشهد الصين تحولاً استراتيجياً في قطاع الطاقة، حيث بدأت تعتبر الكهرباء ليس فقط كمصدر للطاقة، بل كأصل اقتصادي استراتيجي، وهو ما وصفه المحللون بالدولة الكهربائية أو “Electrostate”. وفق تقرير موقع DonanımHaber، تسعى الصين إلى توظيف الكهرباء لدعم صناعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي، تصنيع الرقائق، ومراكز البيانات، مما يجعل الـ kWh وحدة اقتصادية مهمة في الاقتصاد الصيني .
الصين بنت قدرات ضخمة لتوليد الكهرباء من مصادر متجددة، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بما يتيح توفير كهرباء رخيصة ومستقرة للصناعات الاستراتيجية. ويُقدر أن جزءًا كبيرًا من النمو في توليد الطاقة النظيفة يذهب مباشرة إلى دعم هذه القطاعات الحيوية .
تعتمد الصين على شبكة كهرباء قوية للغاية، تديرها الشركة الوطنية لشبكة الكهرباء، ما يمنح الحكومة سيطرة كاملة على توزيع الطاقة، وهي أداة استراتيجية لدعم الاقتصاد الرقمي والتحكم في الإنتاج الصناعي .
المفهوم الجديد لـ “Electrostate” يصف الدولة التي تستخدم الكهرباء كعنصر أساسي للنمو الاقتصادي والنفوذ الدولي، بدلاً من الاعتماد على النفط أو الغاز. الكهرباء هنا ليست مجرد وسيلة لتشغيل المصانع، بل أداة لتعزيز الصناعات الاستراتيجية، وتمكين التوسع في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا النظيفة .
كما أن الصين قامت بحظر تعدين العملات الرقمية مثل البتكوين، حيث يستهلك التعدين كميات هائلة من الكهرباء، وتفضل الدولة توجيه الطاقة إلى قطاعات أكثر استراتيجية . هذا التحول يعكس حرص الصين على استخدام الكهرباء كأداة لتنمية اقتصادية مستدامة وتحقيق السيطرة الصناعية.
على المستوى الدولي، تسعى الصين إلى تصدير التكنولوجيا المرتبطة بالطاقة النظيفة، مثل ألواح الطاقة الشمسية والتوربينات، لتكون جزءًا من نفوذها الاقتصادي العالمي، حيث تعتمد دول أخرى على بنيتها التحتية وتقنياتها الكهربائية .
تحديات هذا النموذج تشمل الاعتماد الجزئي على الفحم، وضغط الاستثمار الكبير في الطاقة المتجددة، والتنافس العالمي في تقنيات الطاقة النظيفة (FT). ومع ذلك، يراه خبراء الاقتصاد خطوة استراتيجية نحو اقتصاد قائم على الكهرباء، يمكن أن يغير موازين القوة في النظام الدولي.