روسيا تعرض نفطاً مخفّضاً للهند وسط تصاعد العقوبات

روسيا تعرض نفطاً مخفّضاً للهند وسط تصاعد العقوبات
روسيا تعرض نفطاً مخفّضاً للهند وسط تصاعد العقوبات

روسيا تعرض نفطاً مخفّضاً للهند وسط تصاعد العقوبات

تحذير… اضطراب متصاعد في سوق الطاقة بعد خصومات النفط الروسي للهند

في مشهد يعكس التحولات السريعة في خريطة الطاقة العالمية، أقدمت روسيا على تقديم أكبر خصم لخام “أورال” منذ عامين لصالح المصافي الهندية، في ظل تضييق الخناق الغربي على صادراتها ومحاولة موسكو الحفاظ على تدفق العائدات النفطية التي تمثل العمود الفقري لاقتصادها.

وبحسب معلومات نقلتها بلومبرغ، فإن التخفيض الجديد جاء بعد تراجع شهية المشترين الأوروبيين، ما دفع روسيا لتعزيز وجودها في السوق الآسيوية — وبالأخص الهند، التي أصبحت خلال العامين الماضيين واحدة من أهم مستوردي النفط الروسي.

خصم عميق… ورسالة سياسية واقتصادية

الخصم، الذي يصل إلى 7 دولارات للبرميل مقارنة بمؤشر برنت، لا يُعد مجرد خطوة تجارية، بل يُنظر إليه كرسالة سياسية واضحة تعكس رغبة موسكو في كسر العزلة المفروضة عليها، وإبراز قدرتها على إيجاد بدائل للأسواق الغربية مهما تصاعدت العقوبات.

اقتصاديون يرون أن هذا الخصم يشير إلى زيادة المعروض الروسي المخصص للتصدير، خاصة بعدما امتلأت المخازن وتراجعت قدرة الشركات الروسية على الوصول للأسواق التقليدية.

الهند في موقف معقد… بين الفائدة والضغط

الهند، ثالث أكبر مستورد للنفط في العالم، تجد نفسها أمام معادلة حساسة.
من جهة، يمنحها العرض الروسي فرصة لتقليل فاتورة الطاقة في وقت ترتفع فيه الأسعار العالمية.
ومن جهة أخرى، يضعها هذا القرار أمام انتقادات وضغوط غربية، خصوصًا بعد العقوبات الأميركية التي استهدفت شركات روسية كبرى وعرقلت المدفوعات البحرية والتأمينية.

تقرير The Print يشير إلى أن المصافي الهندية تميل لقبول العروض "المؤمنة قانونيًا"، أي القادمة من شركات غير معاقبة، وهو ما يقلّص عدد الشحنات الآمنة قانونيًا رغم جاذبية الأسعار.

 ارتفاع في تكاليف الشحن… ومعضلة “الأسطول المظلم”

مشكلة أخرى تواجه المشترين الهنود تتمثل في اعتماد موسكو بشكل متزايد على ما يعرف بـ “الأسطول المظلم” — وهو أسطول من الناقلات غير الخاضعة للأنظمة الدولية التقليدية، ويستخدم غالبًا للالتفاف على العقوبات.

هذا الأسطول يرفع تكلفة التأمين والشحن، وقد يزيد مدة وصول الشحنات بسبب التحركات غير المباشرة عبر موانئ وسيطة، مما يقلل من المكاسب التي توفرها الخصومات الورقية.

تحليل نشرته Business Today أوضح أن ارتفاع تكاليف النقل وحده قد يلتهم ما يصل إلى 30–40٪ من قيمة الخصم الحقيقي.

مكاسب الهند… ليست كما تظهر

تقرير آخر في Times of India حذّر من أن تقديرات الربح الهندي من شراء النفط الروسي مبالغٌ فيها إعلاميًا، مشيرًا إلى أن الفائدة النهائية بعد احتساب الرسوم والمخاطر التشغيلية قد تكون أقل بكثير مما يتوقعه الرأي العام.

كما لفت الخبراء إلى أن الهند لا تريد الإضرار بعلاقاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي — وهي علاقات تعتمد عليها في مجالات التكنولوجيا والدفاع والطاقة النظيفة — مما يجعلها تمشي على “حبل دقيق” بين الصفقتين.

تأثير عالمي… وأسواق متوترة

هذه التطورات تأتي في وقت يعاني فيه سوق الطاقة العالمي من حساسية شديدة تجاه أي تغيير في الإمدادات.
زيادة الخصوم الروسية قد تضغط على الأسعار العالمية، بينما يُتوقع أن تعيد دول مثل السعودية والإمارات تقييم سياساتها الإنتاجية داخل "أوبك+" للحد من أي هبوط محتمل في الأسعار.

في المقابل، يراقب الغرب التحرك الروسي عن كثب، والذي قد يؤدي — وفق محللين — إلى جولة جديدة من العقوبات تستهدف الوسطاء وشركات الشحن التي تتعامل مع النفط الروسي.

مشاركة على: