من عامل نظافة إلى قائمة فوربس للأغنياء !

من عامل نظافة إلى قائمة فوربس للأغنياء !
من عامل نظافة إلى قائمة فوربس للأغنياء !

من عامل نظافة إلى قائمة فوربس للأغنياء !

بدأ حياته عامل نظافة يعيش مع والدته التي كانت تعمل جليسة أطفال، وظلت ملامح البؤس والشقاء تلازمه منذ الطفولة، حتى حطمت أحلامه في الالتحاق بشركة فيسبوك التي رفضت توظيفه، لكنه بعد سنوات قليلة حقق نجاحاً باهراً؛ ليدخل قائمة فوربس لأغنى 400 أمريكي في المركز 62 ، بقيمة تقدر بأكثر من 7.5 مليار دولار.

ولد جان كوم عام 1976 في قرية بمدينة كييف بأوكرانيا لأسرة يهودية، وعاش طفولته وسط بيئة فقيرة تفتقد أبسط متطلبات الحياة، ما جعل والدته تقرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ لتأمين مستقبل أفضل لابنها الوحيد، وكان آنذاك في الـ 16 من عمره.

لم يكن حال الأم وابنها بالأفضل في كاليفورنيا الأمريكية، إذ كانا يعتمدان على الإعانات الحكومي إلى جانب عمل الأم جليسة أطفال وعمل جان كعامل نظافة في محلة للبقالة.

بدأت ميول جان إلى البرمجة والتكنولوجيا وهو في سن الـ 18، وكان يستعير الكتب المستعملة ليقرأها إذ لم يكن يمتلك المال الكافي للالتحاق بجامعة لتعلم البرمجة، كما أنه انضم لمجموعة من قراصنة الإنترنت.

التحق جان بجامعة سان خوسيه ستيت، وكان يعمل حارساً بدوام جزئي ليوفر نفقات الدراسة، وقد كانت أولى خطواته نحو التغيير عندما عمل مهندس تكنولوجيا بشركة ياهو.

لم يكن جان شغوفاً بالعمل لدى ياهو، وقرر عام 2007 ترك الشركة، وكان حلمه آنذاك الالتحاق بشركة فيس بوك، إلا أن الشركة رفضت طلب توظيفه.

تأسيسه واتساب

عام 2009، فكر كوم بابتكار منصة إلكترونية تتيح لناس التواصل مجاناً، حيث كان يعاني من ارتفاع أسعار المكالمات عندما يتواصل مع والده الذي ظل في أوكرانيا، وقام بعمل تطبيق جديد على جهاز الآيفون الذي كان يمتلكه آنذاك، ويظهر التطبيق إشعارات بجانب الأرقام في سجل الهاتف وستظهر تلك الاشعارات إذا كان الشخص صاحب الرقم متاح، غير متاح أو بطاريته توشك على النفاذ.

كان كوم قادر على برمجة العمليات الخلفية للتطبيق ولكنه استعان بمطور تطبيقات ايفون، وهو مطور روسي كان قد وجده على أحد مواقع العمل الحر وبعد مرور شهر، أعطى كوم نسخة تجريبية لأصدقائه لتجربة التطبيق، وكان يدون الملاحظات عن العيوب والإصلاحات اللازمة، ليخرج لنا بتطبيق التراسل الفوري العالمي "واتس آب".

في البداية كان كوم وصديقه يتحملان نفقة إرسال رسائل التحقق للمستخدمين، وبعد عام واحد فقط زادت إيرادات الواتس آب بصورة غطت التكاليف، وفي عام 2011 أصبح التطبيق في المرتبة 20 عالمياً في تطبيقات الأيفون؛ ليبدأ التطبيق في اجتياح العالم وبات ضرورة في معظم الهواتف الذكية.

قفزة نوعية في عالم التراسل الفوري، لفتت شركة فيسبوك التي سعت إلى شراء "واتس آب" وتمكنت من الاستحواذ عليه بعد صفقه بمقدار 19 مليار دولار مع كوم نقلته إلى قائمة الأغنياء في الولايات المتحدة، والتي تُعد من أكبر الصفقات التي تمت، ويمكن اعتبارها أغلى ثمن دفع في شركة تقنية ناشئة.

حالياً، تقدر ثروة كوم بنحو 9.3 مليار دولار، وقد انضم الفريق العامل في "واتس آب" إلى "فيسبوك"، حيث كان لديها 55 موظف فقط وقد جعلهم جميعاً مليونيرات، حيث حصل كل موظف على 344 مليون دولار.

نجاحٌ لا يقتصر على تحقيق الثروة، بل يتخطاه إلى التطبيق ذاته الذي حطم خلال سنوات قليلة أرقاماً قياسية، وبات يستخدمه مليار و 200 مليون شخص، وكل يوم يتم إرسال 50 مليون رسالة عبر واتساب يوميًا، و100 مليون مكالمة صوتية بين مستخدميه.


اقرأ أيضاً | صفحات في حياة أسطورة النجاح الأمريكي "ستيف جوبز" 


 

مشاركة على: