الأسر العربية في تركيا تقلل الكماليات وتواجه الغلاء

الأسر العربية في تركيا تقلل الكماليات وتواجه الغلاء
الأسر العربية في تركيا تقلل الكماليات وتواجه الغلاء

الأسر العربية في تركيا تقلل الكماليات وتواجه الغلاء

إسطنبول – نيو ترك بوست

تحت ضغوط التضخم وارتفاع تكاليف الحياة اليومية، تتجه الجالية العربية في تركيا نحو تغييرات جوهرية في أنماط الاستهلاك والإنفاق.
من المقاهي والمطاعم التي كانت تعجّ بالعائلات العربية في نهاية الأسبوع، إلى التسوّق المنزلي القائم على المقارنة الدقيقة للأسعار، أصبح “التوفير” شعار المرحلة.


💡 التحول من الرفاهية إلى الضرورة

تشير المتابعة الميدانية لأسواق إسطنبول وأنقرة إلى أن معظم المقيمين العرب أعادوا تنظيم ميزانياتهم خلال الأشهر الأخيرة.
فبعد أن كانت سلع مثل القهوة المستوردة، والحلويات الشرقية، والعطور، والملابس الموسمية من أولويات الشراء، أصبحت السلع الأساسية فقط — كالخبز، والخضروات، والزيت، ومنتجات التنظيف — في رأس القائمة.

تقول “ليلى.س”، مقيمة فلسطينية في كارتال:

“كنا نخرج مرتين أسبوعيًا للأكل في الخارج، الآن أصبحنا نطبخ في البيت ونشتري كل شيء من السوق الشعبي، فرق التكلفة كبير جدًا.”


🏠 ميزانية تحت السيطرة

تُظهر استطلاعات رأي مصغّرة أجرتها نيو ترك بوست عبر صفحاتها الاجتماعية أن نحو 68% من الأسر العربية قللت إنفاقها الشهري على الكماليات بنسبة تتراوح بين 30 و50% خلال النصف الثاني من عام 2025.

وبحسب الاقتصادي التركي “مصطفى بولوت”، فإن هذه النسبة “تعكس سلوكًا طبيعيًا في فترات التضخم المرتفع، حيث يسعى المستهلك إلى حماية دخله الثابت من التآكل”.
ويضيف أن “التحول نحو السلع المحلية والتركية أصبح واضحًا، حتى بين المقيمين الذين اعتادوا شراء المنتجات المستوردة”.


🛒 المتاجر الكبرى تفقد جزءًا من زبائنها

تجار التجزئة يؤكدون أن حجم المبيعات في المتاجر الكبرى انخفض بنسبة 15 إلى 20% مقارنة بالعام الماضي، بينما ازداد الإقبال على الأسواق الأسبوعية ومتاجر الجملة الصغيرة.

يقول “أحمد.ح”، تاجر عربي في باشاك شهير:

“كثير من الزبائن أصبحوا يشترون مرة في الأسبوع فقط، ويحسبون كل ليرة، خاصة الأسر اللي عندها أطفال.”


👨‍👩‍👧 تغير أولويات العائلة العربية

باتت المصروفات تُقسّم بدقة أكبر:

الطعام والشراب يشكّلان 50% من الدخل الشهري.

الإيجار 30%.

المواصلات والفواتير 15%.

الكماليات والترفيه أقل من 5%.

وهو نمط يعكس تحولًا ثقافيًا تدريجيًا نحو البساطة والاكتفاء الذاتي.
حتى المناسبات الاجتماعية، التي كانت تشهد إنفاقًا سخيًا، أصبحت تُنظّم في المنازل أو بطرق رمزية بسيطة.


المقاهي والمطاعم.. ضحايا الغلاء

يؤكد أصحاب المقاهي والمطاعم العربية في إسطنبول أن حركة الزبائن انخفضت بشكل ملحوظ منذ الصيف الماضي.
يقول “علاء الدين”، صاحب مطعم عربي في الفاتح:

“زمان كنا نحجز الطاولات مقدّمًا، الآن نصف الكراسي فاضية. الزبائن بقوا يسألون عن العروض والتخفيضات قبل الطلب.”


💬 التكيّف بدل الشكوى

رغم صعوبة الظرف الاقتصادي، إلا أن كثيرًا من العرب في تركيا يرون في هذه المرحلة فرصة لإعادة التفكير في أسلوب الحياة وإدارة الدخل.
تقول “دلال.أ”، أم مصرية مقيمة في أنطاليا:

“اتعلمنا إننا نطبخ أكتر، نستخدم الطاقة بحذر، ونشتري بحكمة. الحياة صارت مختلفة بس مش مستحيلة.”


🧭 رؤية نيو ترك بوست

ترى نيو ترك بوست أن هذا التحول في السلوك الاستهلاكي لا يعني فقط تراجع الرفاهية، بل هو تعبير عن نضوج اقتصادي داخل الجالية العربية.
فالمعيشة في تركيا لم تعد تعتمد على وفرة الدخل، بل على مهارة التنظيم والتكيّف مع الواقع الجديد.

وتؤكد الوكالة أن متابعة هذه التغييرات المعيشية ستظل أولوية في تغطياتها القادمة،
لأن قراءة تفاصيل الحياة اليومية تمثل المفتاح الحقيقي لفهم المجتمع العربي في تركيا اليوم.

مشاركة على: