الليرة التركية ومحاولات التعافي: السيناريوهات المتوقعة 2026

تشهد الليرة التركية بداية عام 2026 وسط مراقبة دقيقة من المستثمرين بعد فترة من التقلبات التي سيطرت على الأسواق خلال العام الماضي. ورغم استمرار الضغوط التضخمية عالميًا، تشير تقييمات اقتصادية إلى أن العملة قد تدخل مرحلة توازن نسبي في حال الحفاظ على السياسة النقدية الحالية.

أداء الليرة خلال 2025 وتأثيره على 2026

اختتمت الليرة عام 2025 على تراجع محدود مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يعكس تأثير رفع أسعار الفائدة وتدخلات البنك المركزي. وتشير البيانات الرسمية إلى أن وتيرة التراجع بدأت في التباطؤ خلال الربع الأخير من العام.

السيناريو الأول: تحسن تدريجي

يرى محللون أن استمرار سياسة رفع الفائدة وتقليص التضخم قد يفتح المجال لتحسن بطيء في قيمة الليرة. ويعتمد هذا السيناريو على:

ضبط السيولة في السوق،

تراجع الضغوط على الواردات،

تحسّن المؤشرات الصناعية.

ويُتوقع أن تبدأ آثار هذا المسار بالظهور في النصف الثاني من 2026.

السيناريو الثاني: ضغوط متجددة

يتوقع خبراء احتمال عودة التراجع إذا تم تخفيف السياسة النقدية مبكرًا أو حدثت صدمات خارجية، مثل:

ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا،

ضعف الطلب الأوروبي على الصادرات التركية.

وترى مؤسسات اقتصادية أن أي خفض للفائدة قبل السيطرة على التضخم قد يعكس الاتجاه الإيجابي.

السيناريو الثالث: تعافٍ أسرع بدعم الاستثمار

تُرجّح بعض التقارير الاقتصادية تحسنًا واضحًا إذا تمكنت تركيا من جذب استثمارات مباشرة قوية، خصوصًا في التكنولوجيا والطاقة. هذا السيناريو يساهم في:

تعزيز الاحتياطيات،

تقليص عجز الحساب الجاري،

رفع ثقة الأسواق الدولية.

دور البنك المركزي

يواصل البنك المركزي تأكيد التزامه بالسياسة النقدية الصارمة، مع الاعتماد على:

نشر بيانات دقيقة،

التدخل عند الحاجة فقط،

توجيه توقعات المستثمرين بشكل واضح.

وتعتبر المؤسسات المالية هذا النهج من أهم عوامل استقرار الليرة.

تأثير المستهلك والسوق الداخلية

تشير بيانات رسمية إلى أن ثقة المستهلكين تلعب دورًا مباشرًا في حركة العملة، إذ يؤدي تحسن الثقة إلى خفض الطلب على الدولار، بينما يزيد تراجعها معدلات التحويل إلى العملات الأجنبية.

خلاصة

تدخل الليرة التركية عام 2026 بين مسارات مختلفة قد تتراوح بين تحسن تدريجي وضغوط اقتصادية محتملة. ويبقى الاتجاه النهائي مرتبطًا بسياسات البنك المركزي، ومستوى الاستثمارات، والتحولات في الأسواق العالمية.